تجلسين ساكنة بجواري تعبثين بخصلات شعرك المجعد، مرتخية فوق مقعد السيارة كطفل منهك، خائر ومريض، أعرف بماذا تفكرين تفكرين بي تفكرين بمدى حقارتي، وتبحثين عن أسباب خذلاني إياك. خذلتك، أعرف أنني خذلتك، قسوت عليك على الرغم من أنك أحن البشر علي، ولا أعرف كيف قدرت على فعل هذا!
تركت خصلة شعرك، وأمسكت بالدبلة المتدلية من سلسلة الذهب الأبيض والتي تنام على نحرك الرقيق كنجمة مضيئة، أخذت تعبثين بها بشرود، وكأنك في أرض بعيدة، أرض أضعت طريقها وأخاف أن لاأستدل دروبها بعد اليوم.
غارقة أنت في خيبتك، وغارق أنا في معصيتي، لكنني أحبك ياجمانة فاغفري
تثرثر جاكلين كثيراً، جاكلين نادلة المقهى حيث التقينا للمرة الأولى. كنت أقرأ كتاباً عن تاريخ الدولة السعودية، لأكتب إحدى المقالات الوطنية والتي لا تمتعني كتاباتها بكل الحالات ؛ سألتني جاكلين عما أقرأ، فأخبرتها بأنني أحاول قراءة التاريخ السعودي لأكتب مقالة بمناسبة عيدنا الوطني، أعلم بأن جاكلين تراني نموذجاً للفارس الشرقي الذي قرأت عنه في حكايات ألف ليلة وليلة، لذا هي تثرثر دوماً علي ومعي، هكذا هن الكنديات يرين في الشباب العربي أحد نموذجين، فإما أن يكونوا إرهابيين وإما أن يكونوا كفرسان الأساطير، وإدرك جيداً بأن شاب مثلي لا يمثل إلا النموذج الأخير بالنسبة إليهن تنصلت من جاكلين بصعوبة، لم أكن بمزاج يسمح بالمغازلة، يكدرني اللواتي يأتين في الأوقات غير المناسبة ليفرضن أنفسهن علي.
كنت أقرأ الكتاب بملل وأنا أبحث فيه عن طرف خيط أو بداية فكرة، لا أعرف كيف أكتب عن وطن لا أحبه وتاريخ لا يغريني لكم عكرت مزاجي المحاولة!
أنت تقرأ
فلتغفري...
Romanceالكاتبة :أثير عبدالله النشمي الجزء الثاني من رواية احببتك اكثر مما ينبغي ٠