part 8

169 7 1
                                    

- من عادة السيدات السعوديات عندما يسافر أزواجهن أن يضعن في حقائبهم كتيباً عن الإيدز، أو يرسلن إليهم رسالة من إيميل مجهول على

بريدهم، يعني عشان لو فكر أحدهم!

ضربت كتفي بهاتفك المحمول: سخيف ! فلتقرأه بالطائرة! أخذته منك مبتسماً، وأنا أفكر متى ستتخلصين من عادة الرسائل تحبين الرسائل كثيراً، تدسين لي الرسائل دائماً في كل مكان، في سيارتي، في معاطفي، في كتبي وفي أرجاء بيتي، تكتبينها بلهفة مراهقة، وحنان

أم، وخوف زوجة. تضحكني بساطة رسائلك أحياناً، لكنها على الرغم من سذاجتها تمس قلبي بمشاعرك البتول، تعذبني أحياناً، تشعرني بمدى وضاعتي وبمقدار

قسوتي عليك. أشعر أحياناً وكأن الله يعاقبني ببراءتك، وكأنه يعذبني بك، أنت التي أخاف عليها مني وأخاف على نفسي منها، أنت مأزقي الكبير، الذي لا أدري

كيف وقعت فيه ولماذا !

أحبك، لكنني لا أقدر على أن أكون نفسي معك، أنت تحبين صورتي

التي لا تشبهني والتي لا يراها أحد غيرك، صورتي التي لا توجد إلا في عينيك

أنت فقط، الصورة التي خلقتها أنت، والتي جاهدت كثيراً لأشبهها ولأتلبسها

ولأكونها فقط لأرضيك، لكنني لم أتمكن من الصمود، حاولت كثيراً أن

أصمد لكنني انهرت كثيراً أيضاً، حاولت استجماع قواي وبقايا صورتي التي

تحبينها لكنني لم أقدر على أن أفعل ذلك أكثر مما فعلت.

لطالما آمنت يا جمانة، أن علاقة الحب التي تتطلب منا أن نتغير هي

علاقة مستحيلة، متهالكة، خائرة القوى، لا قدرة لها على الصمود كثيراً .

كنت مؤمناً بأن العلاقة التي تتطلب مني أن أكون شخصاً آخر هي علاقة لا تستحق الخوض فيها ولا حتى المحاولة، لكنني وعلى الرغم من كل ماكنت أؤمن به، حاولت كثيراً أن أستنسخ الصورة التي تحبينها، وأن أرتدي قناعها

فقط لأرى ذلك الشغف في عينيك حينما تنظرين إلي ! أريد أن أكون كما ترغبين يا جمانة، ليتني كنت مثلما تحلمين، لكنني لست هكذا، ومع ذلك أحببتني فلم تمارسين ضغوطك علي بتحويلي إلى

شخص لا يشبهني ولا أعرفه!

إلهي ! لكم أكرهك عندما تفعلين بي ذلك !

أتعرفين ما الذي أحبه في ياسمين؟!

مع ياسمين أكون على سجيتي، أمارس ذنوبي وأخطائي ومعاصي كلها،

ياسمين تحب عيوبي، ربما لا تعنيها عيوبي ولا تكترث لها، وهي لا تنتظر مني

خلقاً رفعياً ولا صلاحاً، تقبلني كما أنا، بل تحبني المساوئي هذه مساوئي التي

فلتغفري...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن