part 16

97 3 0
                                    

لا داعي لأن أعرفه لأكون انطباعاً عنه، يكفي أنه بلا زواج حتى الآن

على الرغم من أنه يشارف على الأربعين.

- وإن كان؟

هي دلالة أكيدة على سوء أخلاقه.

وهل ترينني سيء الأخلاق ؟!

- عزيز ! أنا أتكلم عن صديقك.

- أنت تعتقدين أنه سيء الأخلاق لأنه لم يتزوج حتى الآن، أنا في عمره

ولم أتزوج بعد، هل يعني هذا أنني منحل أخلاقياً؟

سكت قليلاً وقلت بصوت أقرب ما يكون إلى الهمس ربما ! أذكر أنني قطعت الخط من دون أن أودعك، أنهيت الاتصال ما إن لفظت كلمتك المتشككة تلك، كدت أن تفجري هاتفي باتصالاتك ورسائلك

الأسفة، لكنني لم أقبل اعتذارك إلا بعدما دفعت ثمن كلمتك تلك أياماً طويلة

من الاعتذارات والبحث والانتظار.

الحق أنك أصبت فيما قلته، فلطالما كان عبدالله شاباً عابثاً، يجاهر

بهوسه بالنساء وبعبثه في مدينة لا تحترم أطهر أنواع الحب وأشرفها ما بالك

بزیر نساء مجاهر بالعبث ؟!

لكنني وعلى الرغم من ذلك لم أحب تأكيد نظريتك الخاصة بالعمر

والأخلاق والزواج، لذا غضبت منك أو افتعلت الغضب!

أنت فتاة يزداد يقينها حيال الشكوك إن قابلت شكوكها بسخرية أو موافقة

أو مداراة لا تهدأ شكوكك ولا تستكين إلا أن غضبت وثرت وعاقبتك على

شكك بالهجر والجفاء.

يدهشني كثيراً أن تكون فتاة ذكية مثلك بهذه السذاجة العاطفية أحياناً!

يدهشني أنك مستمرة في تعاملك مع غضب الآخرين وكأنه دليل الحقيقة الذي لا يفتعل ولا يختلق ولا يكذب

نمت ليلتي الثانية في الرياض بملحق عبدالله، عاقبت أمي بغيابي عنها أيضاً، تركت البيت ليكويها هجري، وأنا مدرك تماماً أن هجر القريب أشد

ضراوة من هجر البعيد أحياناً. كنت أعرف أن أمي لن تحتمل غيابي عنها أثناء وجودي في الرياض

هي قادرة على أن تجاري هذا الغياب بينما تفصلنا آلاف الكيلومترات لكنها لا تقدر على غيابي ولا يفصلني عنها سوى بضعة أحياء سكنية.

قلت لها عندما اتصلت بي لتسألني متى سأعود: لا تنتظروني، سأنام عند

صديقي.

أي صديق هذا ولماذا تنام عنده؟

صديق قديم.

ولماذا لا تنام عندنا؟

قلت: ولماذا لا أنام عنده ؟!

دسست رسالتي لأمي وأنا متيقن من حسن استقبالها للرسالة، كنت

فلتغفري...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن