- صباح الخير.
- صباح الورد حبيبي، أقامت أمريكا بغزونا ؟
بل غزانا الموت.
قلت بقلق: يا ساتر ! لم هذا الحديث؟
- أبإمكانك المجيء إلي ؟
سألتني بدهشة: الآن؟!
- نعم، الآن.
- خير إن شاء الله ! مابك ؟!
- توفي جدي.
شهقت بفزع جدك عبد العزيز ؟!
- وهل لدي جد غيره على قيد الحياة؟
- يلا يلا، لن أتأخر !
قمت و استحممت جلست تحت الماء الدافئ، وصوت انهماره يملأ
رأسي. دائماً ما أهرب في أوقات انزعاجي إلى الماء، أجلس وأتركه ينهمر فوقي حتى يكاد أن ينقطع أو أن يتبخر حزني تحت وطأة حرارته.
لطالما كانت قضية الماء هذه محل خلاف بيني وبين باتي وروبرت
حتى انتهت بتكفلي بدفع فاتورة الماء كاملة سواء أكنت من أسرف باستخدامه
أم لم أفعل، جاء هذا القرار المريح بعد شجارات كثيرة بيني وبينهم حيال دفع
حصتي من الفاتورة، لذا طلبت منهم أن أقوم بدفعها كاملة من دون أن يشاركا
بدفع أي مبلغ فيها مقابل أن لا يفسدا على متعة الراحة تحت الماء، وهكذا
كنت أهرب من كل ألم يلم بي إليه من دون منة ولا فضل من أحد.
كنت بحاجة لأن أقضي أياماً تحت الماء، لكنني كنت أعرف أنك ستهرعين إلي، بقيت تحته لدقائق عله يبث في شيئاً من السكينة، ارتديت ملابسي وأعددت قهوة بانتظار مجيئك، كان روبرت وباتي في الخارج
يمارسان رياضة المشي مع بعض أصدقائهما كالعادة. جلست على الأرجوحة في الخارج أنتظرك، كان صباحاً بارداً ملبداً
بالغيوم، يوماً رمادياً وكثيباً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. رأيت سيارتك تقترب أوقفتها أمام المنزل ونزلت مهرولة، لم أقف
لاستقبالك، شعرت بأنني منهك وبأن قدمي مكبلتان، جنت و جلست بجواري وضعت مفاتيح سيارتك على الطاولة أمامنا ومن ثم وضعت يدك على رأسي، قلت وأنت تمسحين على شعري ليش جالس هنا عزيز؟ برد عليك.
حتى لا يصبح الشيطان ثالثنا.
- لم أفهم !
روبرت وياتي في الخارج.
رفعت حاجبيك: أهاااا، دعابة يعني؟
ابتسمت على الرغم مني: دعابة.
وضحكنا، كنا دائماً ما نستخدم هذه الكلمة حتى في أكثر حواراتنا حدة وجدية، دائماً ما كنت تسألينني بعدما أقول أي شيء يستفزك أو حتى يزعجك

أنت تقرأ
فلتغفري...
Romansaالكاتبة :أثير عبدالله النشمي الجزء الثاني من رواية احببتك اكثر مما ينبغي ٠