تفهمين معنى الغدر، ولا تدركين لماذا قد يغدر الناس وكيف يغدرون أنا لم أغدر بك عندما اتصلت بوالدتك، لم أرغب بإيذائك، لكن شيئاً في نفسي دفعني لأن أتصل بها، فعندما تؤذي امرأة رجلاً، لن يسمع إلا صوت الإهانة يزأر في نفسه، لن يقدر على أن يسيطر على رغبة الانتقام الصارخة في داخله، لا أعرف إن كان الرجال جميعاً يفكرون بهذه الطريقة، ويشعرون بتلك
المشاعر، لكنني حتماً هذا الرجل. ردت والدتك بصوت يملأه الشوق والفرح، كانت تظن بأنك من يتصل
بها.
حيا الله هالصوت
مساء الخير !
الأمر؟
أجابت بصوت مندهش و متوجس مساء النور، من معي؟
- أم خالد ؟
- أي نعم، مين معي ؟
- معك السفارة السعودية في كندا.
صاحت بصوت يكاد أن ينهار : جمانة، ما بها جمانة ؟!
- هي بخير، لا تقلقي.
قالت مشككة وبصوت يرتجف لماذا تتصلون بي إن كانت بخير؟ ما
- لا أعرف ما الذي أستطيع قوله لك، الأمر محرج جداً.
- أرجوك، لقد تعبت أعصابي، قل ما عندك !
مثلما أخبرتك هي بخير، لكن عليها بعض الملاحظات التي أردنا
إبلاغكم عنها.
- ملاحظة، ملاحظة من أي نوع ؟
أبلغ بعض زملائها السفارة أكثر من مرة أنها على علاقة بمبتعث إماراتي، ومثلما تعرفين هي فتاة سعودية، يخشى على سمعتها وصورتها في
الخارج. صاحت باستنكار : مستحيل مستحيل أن تقدم ابنتي على أمر كهذا،
مستحيل.
- هذا ما حدث زملاؤها لن يحاولوا إيذاءها بلا سبب.
- لا أصدق هذا! مستحيل، أنا أعرف أخلاق ابنتي جيداً، وأعرف كيف
تربت من المستحيل أن يكون ما ذكرته صحيحاً.
- مثلما قلت لك هذا ما حدث، أردنا ! إبلاغكم لتحلوا المشكلة قبل أن
نتدخل نحن في الأمر.
وكيف ستتدخلون؟
ستحرم من البعثة بكل تأكيد.
- لا حول ولا قوة إلا بالله، لا قدرة لي على أن أصدق ما قلته، ليست
جمانة من تفعل ذلك.
- نتمنى أن تحلوا الموضوع بطريقتكم الخاصة، لا نريد أن نتسبب للفتاة
بأية مشاكل علانية.
لا حول ولا قوة إلا بالله يارب سترك يارب سترك ! واسيتها بكلمتين حازمتين مكرراً عليها ما قلته، شكرتني ووعدتني
أنت تقرأ
فلتغفري...
Romanceالكاتبة :أثير عبدالله النشمي الجزء الثاني من رواية احببتك اكثر مما ينبغي ٠