part 18

65 4 0
                                    

قلت: ((بليها وأشربي مويتها)) وأغلقت هاتفي !
لم أكن أعرف ما سأفعل، لم أكن أعرف ما أريد! باتت مكالمتك تزعجني

كثيراً، بإلحاحك وشكوكك وبتأنيب ضميري أيضاً. قررت أن أحسم أمري، حجزت تذكرة سفر، واتصلت عليك، قلت لك إنني لم أعد أحتمل ظنونك وإنك ستظلين تشكين بي طوال الحياة وهذا ما سيدمر علاقتنا، أخبرتك أن أي رجل يتمنى أن تكوني زوجته، لكن زواجنا ليس بقرار سليم، وأن انفصالنا الآن خير من أن ننفصل بعد الزواج، قلت: أن

تنفصل بحب أفضل بكثير من أن ننفصل لاحقاً ونحن نكره بعضنا. الحق أنك لم تسهلي علي المهمة الصعبة، كنت تقاومين كلماتي تلومينني حيناً، تذكرينني بحبك لي وبتضحياتك وتنازلاتك من أجلي حيناً آخر

، كان انهيارك وعتبك جارفاً وقاسياً إلى حد الوجع ! أخبرتك أنني عائد إلى تورنتو، وأنه يتوجب عليك أن تخبري أهلك بأنك

من تراجع عن الزواج حفاظاً على كرامتك وكرامتهم.

أخبرت أهلي أن هناك مشكلة في جداولي الجامعية وأنه يتوجب علي أن أعود لأحلها، طلب مني والدي أن أرجئ السفر لحين عودة الوليد الذي كان سيعود بعد سفري بيومين، لكنني أخبرته بأن الأمر لا يؤجل.

تركت أهلي، وغادرت الرياض كارهاً لكل ذكرى تربطني فيها، كرهتها أكثر بكثير مما كنت أفعل طوال حياتي !!

معقدة!

كانت حالة ريما معقدة فعلاً، لم تكن على علاقة برجل متزوج فحسب،
ولم تكن المشكلة في أنه رجل يكبرها بأكثر من عقدين من الزمن، كانت

المشكلة أنها أحبت صديق والدها ! قابلت ريما العم يوسف في بداية إقامتها في نيويورك، في أثناء زيارة والدها لها، طلب منها والدها أن ترافقه لزيارة أحد أصدقائه المقيمين في المدينة نفسها، فرافقته لتصدم أقدارها بأقداره كان صديق والدها يقيم في نيويورك لأكثر من عامين بسبب ظروف زوجته الصحية والتي كانت تتعالج

في أحد المستشفيات من مرض عضال . وقعت ريما في يوسف منذ اللقاء الأول، كان رجلاً مثقفاً وحكيماً وجذاباً على الرغم من أنه يقارب عقده السادس، عرفت منه أنه قد درس في

الجامعة ذاتها التي تدرس بها قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وطلب منها أن تبقى على تواصل مستمر معه، وأن تعدّه في مكانة والدها في الغربة.

توطدت علاقة ريما بيوسف بعد سفر والدها، كانت تقابله كل يوم وهي تعرف أنه يترك زوجته المريضة لوحدها فقط ليراها، شعرت أنها شابت معه،

وشعر هو بأنه شب معها، أحبت فيه رجاحته وحكمته، وأحب فيها شبابها

وجموحها وتمردها.

كان من الواضح بالنسبة إلي أن استمرار علاقتهما ضرب من ضروب

المستحيل، لم يكن ليسمح والدها بأن تتزوج أحد أصدقائه حتى وإن كان من

فلتغفري...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن