لها إلا أنني احترمت صداقتها مع الرجال، وتمكنت من أن أفصل بين الحب وبين الصداقة، وأن أتخلص من غيرة الشرقيين التي أقنعتني وقتذاك بأنها لم
تكن إلا عادة من عاداتهم.
زلزلتني علاقتي بريما كثيراً، ربما لأنها كانت حبي الأول، وربما لأنها كانت المرأة المختلفة الأولى التي أقابلها في حياتي؛ ففي مجتمعنا جميع النساء يتشابهن تتشابه أفكارهن وعاداتهن وأحلامهن، حتى ملامحهن تتشابه وجاءت هي لا تشبه الأخريات بشيء، فوقعت بها ووقعت بي لأنني كنت متقبلاً لاختلافها، ولأنني احترمتها على الرغم من ذلك الاختلاف وذلك
الشذوذ الاجتماعي الحاد. لا أدري إن كنت قد فكرت بالزواج من ريما حينذاك، كل ما أذكره بوضوح هو أنني رغبت بأن أكمل حياتي معها.
أحببت ريما كثيراً وتقبلت أخطاءها، معها اقتنعت بأن ممارسة الحب
قبل الزواج لا تعني أن المرء فاسد، وأن صداقتنا بالجنس الآخر لا تعني بضرورة الحال خيانة من نحب، أو أننا قد نحب من نصادقه، معها آمنت أنه من الواجب أن لا نتزوج إلا ممن نحب، وأن زواجنا لا يعني أن ننهي علاقتنا بالجنس الآخر.
اعتنقت مبادئ وقناعات ريما سريعاً، ربما لأننا كنا نتشارك في عدة أمور
ونتشابه في الكثير من الأشياء والرغبات والأحلام، كنا مهووسين بالحرية وبالعيش في الغرب، كنا نتقاسم الفضول حيال الجنس الآخر وبأي علاقة قد تجمعنا به، مستندين إلى محاولة الفهم والتحليل وعلى فلسفة الأخلاق.
كنا مختلفين عن مجتمعنا تماماً، لذا جمعنا الاختلاف، الجنس، التحرر
الهوس بمعرفة الجنس الآخر، بأفكاره ومشاعره وسلوكياته وطبيعته.
حدثتك يوماً عن ريما، لم تحبي خوض التفاصيل معي، حاولت أن أتطرق إلى الموضوع أكثر من مرة لكنك صددتني في كل مرة، حينها سألتك: لماذا ترفضين معرفة تفاصيل علاقة مراهقتي الأبرز ؟ أجبتني بأن طبيعة علاقتنا كانت مقززة، وأنها تجعلك تكرهينني، ليس
غيرة علي بل قرفاً مني ! قلت: هذا النوع من العلاقات يجعلني أنفر منك، لا أستطيع احترام
علاقة كهذه يا عزيز
تساءلت كثيراً في تلك الفترة، إن كنت تنفرين مني العلاقة كهذه في مراهقتي على الرغم من أنني أغفلت التفاصيل الحميمة فيها، كيف ستحتر مينني لو عرفت عن تفاصيل علاقاتي اللاحقة وعن علاقتي بياسمين! أعرف أنك لن تقدري تفهم ذلك، ولن تستطيعي فهم أسبابه.
أفكر أحياناً، لو انقلبت الموازين والأمور، لو كنت ريما، أي أن ريما
هي أنت الآن، لكم كنت سأكون حراً، لكم سأتحرر من مخاوف خسارتك، ولكم كانت ستحترم علاقاتي، لكنني . أفكر أيضاً، هل كنت سأستمر في حبها لأربع سنوات كما أحببتك وكما لا أزال أحبك، وهل كنت سأفكر بأن تكون أماً
أنت تقرأ
فلتغفري...
Romanceالكاتبة :أثير عبدالله النشمي الجزء الثاني من رواية احببتك اكثر مما ينبغي ٠