part 9

152 4 0
                                    

يومها، قصصت علي حلمك، كنت تروين الحلم بحماس وكأنه حكاية. كنت لابس جينز وقميصاً أسود، قميصك اللي لبسته لما رحنا المكتبة

الأسبوع اللي فات، عرفته؟!، وبعدين ناظرتك كان بيدك شيء وفيه دم ينزف

من بين أصابعك، ركزت بيدك وطلع اللي بيدك قلب، قلب إنسان يعني. كنت أنصت لحماسك على الطرف الآخر مبتسماً، وأنا أردد وبعدين ؟!

أيوه ؟!، وبعدين ؟!

قلت بعدما أنهيت سرد قصة الحلم على مسمعي: مرة كان يخوف

قلت بسخرية والله يخوف مرة

ع طاري مرة تدري هيفاء تقول أنتم السعوديين مو حلو بكلامكم إلا

كذا ومرة ؟!

شعرت حينها بمعدتي تزداد اضطراباً وبأنين ضميري يعلو، قلت لك: أتعرفين ما الذي يطلق على التنقل من موضوع إلى آخر من دون مناسبة ؟!

- ماذا ؟ !

- قسططة !

- لاقيني أنت ؟!

- أنت لاقيتني ؟!

تقولين لي دوماً عندما أؤلف» لك معلومة لاقيني أنت ؟! وأقول لك

حينما تفعلين لاقيتني أنت ؟!.. وهي إحدى الخصال المشتركة «القليلة»،

بيننا بعد سنوات من التأليف المشترك، دائماً ما تسندين قناعاتك إلى الأساطير،

ودائماً ما أسند قناعاتي إلى الدراسات الحديثة، والحق أننا ندعم قناعاتنا

بالأساطير والدراسات الحديثة التي لم توجد إلا في عقولنا نحن.

قلت لي ذات يوم قرأت مرة عن أسطورة تتعلق بطول الرجل، يقال إنه

كلما كان الرجل طويلاً قل وفاؤه.

قلت على العكس، أثبتت الدراسات الحديثة أن الرجل الطويل أوفى

بكثير من الرجل القصير. وظللنا نناقش الفكرة قرابة الساعة، قلت في نهاية الجدال وأنت ترفعين

كوبك إلى فمك ربما ما تقوله صحيحاً، بصراحة الأسطورة من تأليفي ! - بصراحة، كل الدراسات الحديثة هي دراساتي الخاصة قلت ضاحكة بصراحة كل الأساطير التي أحدثك عنها هي أساطيري

الخاصة أيضاً. ضحكنا كثيراً لانكشاف مصادرنا، لكننا وعلى الرغم من ذلك تابعنا دعم أحاديثنا بمصادرنا الخاصة التي تطلقين عليها أنت «أساطير» وأطلق عليها أنا

الدراسات الحديثة».

لا أحد يملك مصادرك في البحث يا جمانة، ولا أحد يعرف ويفهم

مصادري سواك، فلم أجازف فيكِ ؟!

صدقيني لا أعرف!

أدرك مدى صلابتي وكم أشبه الخيل الحرون، أعرف كم تمقتين قسوتي

فلتغفري...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن