أعطها هاتفك، أريد أن أكلمها.
قلت بدهشة: لماذا ؟
- سأتحدث معها.
همست: لا داعي لذلك.
فلتغفري....
قلت لك جمان، لا تخشي شيئاً، سأحل الموضوع معها، لا تقلقي.
سمعت صوتك وأنت تقولين لها: يريد أن يتحدث معك !
قالت أمك بصوتها الوقور : أهلاً.
- مساء الخير يا خالة، كيف حالك ؟
بخير، كيف حالك أنت؟
أنا بخير الحمد لله منذ فترة وأنا أود أن أتحدث معك يا خالة، هو يوم
مبارك الذي استطعت أن أتكلم معك فيه. قالت: عبد العزيز، اتصل على هاتفي بعد خمس دقائق رجاء، أعتقد
بأنك تعرف رقمي.
قالت جملتها الأخيرة بتهكم، كان من الواضح أنها لا تريدك أن تسمعي
ما سيدور بيننا، أو أنها تنوي أن تسمعني ما لا تريدك سماعه، قلت لها: حاضر،
سأتصل بعد خمس دقائق، تأمرين أمراً يا خالة
كانت أطول خمس دقائق في حياتي كلها ! حاولت أن أرتب فيها أفكاري
وما سأقوله لأمك، لكنني لم أكن أعرف ما سأقوله، فكرت فيما سأرد عليها
لو لامتني على مكالمتي لها قبل أشهر، وكيف سأدافع عن نفسي أمامها،
فكرت فيما لو قالت لي بأنني لا أنفع لك زوجاً ولو طلبت مني أن أبتعد عنك،
فكرت فيما لو شتمتني لو هددتني، لو أخطأت علي بحديثها ! فكرت بأسئلة كثيرة بلا إجابات، خشيت أن أتأخر عليها، فتزداد غضباً، فاتصلت بها بلا خطة ولا فكرة.
سألتني بعدما سلمت عليها: كيف حال والديك؟
أجبتها بخير الحمد لله، سيسعدان كثيراً بلقائكم قريباً بإذن الله. رميت الكرة في ملعب أمك سريعاً، لم أرغب بمراوغتها ولا إتلاف أعصابي في أمر كهذا، يبدو أن هذا أراحها كثيراً ووفر عليها عناء المجاملة قالت : بإذن الله، لكن أمور الزواج لا تحسم بهذه السرعة يا عبد العزيز، لا بد أن يفكر الإنسان ألف مرة ومرة قبل الإقدام على خوض أمر أبدي كهذا. حتماً يا خالة، لا تظني أن رجلاً بعمري لم يفكر ملياً قبل الإقدام على
خطوة كهذه.
على فكرة يا عبد العزيز، أنت في منتصف الثلاثينيات، ابن عائلة
معروفة، مرتاح مادياً ومتعلم، لماذا لم تتزوج حتى الآن؟ كانت أمك مباشرة جداً، ولم يكن من الحكمة مخادعتها أو التذاكي عليها، لكنني أجبت: لأنني لم ألتق جمانة قبلاً، وحينما وجدتها نويت الزواج
منها.
وما الذي يوجد في جمانة برأيك ولا يوجد في غيرها ؟ - ألا يكفي أنني أحبها لسنوات؟
أنت تقرأ
فلتغفري...
Romanceالكاتبة :أثير عبدالله النشمي الجزء الثاني من رواية احببتك اكثر مما ينبغي ٠