شعرت بأنك قد فتحت لي الباب مجدداً من خلالها، فتحته باستحياء وبحذر، المهم أنك فتحته في نهاية المطاف، لم تكن تهمني الطريقة بل كانت تهمني
النتيجة، النتيجة فقط ولا شيء غير النتيجة.
أخذت هاتفي واتصلت بك بعد دقائق من التفكير، لم أكن متأكداً من إجابتك علي لكن رسائلك أغرتني بأن أقدم على المحاولة، أجبتني بعد عدة
نغمات، قلت لك إنني ترددت كثيراً بالاتصال لكن رسائلك منحتني الأمل في
أن تقبلي دعوتي على العشاء الليلة. قلت بتردد: لا أظن بأنها فكرة سديدة، لا داعي لأن نفتح باباً قد أغلقناه
منذ فترة.
قلت برجاء: أرجوك جمان، الليلة فقط، فلننس جميع خلافاتنا.
سألتني: ولماذا نخدع أنفسنا ؟
- لأنها ليلة عيد ميلادك، أرجوك يا جمان، فلنسهر معاً ونثر ثر مثلما كنا
نفعل في الماضي، الليلة فقط يا جمانة.
سألتني بصوت متردد: أين نلتقي؟
- أتريد أن نلتقي في المقهى ؟
لا لا، لا أريد المقهى، لا أريد أن يرانا أحد نعرفه.
حسناً، سأمر عليك لأخذك إلى مطعم جميل، متى ستكونين جاهزة؟
- في السابعة.
- سأكون أمام البيت في السابعة تماماً.
أغلقت معك وأنا أتنهد، لكم هو كريم يونيو!
حضرت كما الماضي، برقتك ذاتها، وكذلك بنعومتك وتوهجك المقهورين، جنت كما كنت تجيئين بقلب كبير، محب وصاف ضحكنا كثيراً، مزحنا كثيراً وثرثرنا أكثر من دون أن نتطرق لصيف الرياض وما حدث فيه، كنت تواقة إلى المغفرة مثلما كنت تواقاً إليها، كنت بحاجة لأن تغفري لأنك لا تجيدين غير المغفرة، وكنت محتاجاً لأن تسامحيني لأنني لا
أقدر على أن أبقى قصياً عنك.
كانت عيناك تلمعان بالحب مثلما كانتا تلمعان طوال السنوات الماضية... لقد عادت تلك اللمعة التي يرتجف أمامها قلبي، عادت إلى عينيك فأضاءت
روحي من خلالها.
كنت أتأملك وأنت تتحدثين، أنت قدري مهما هربت منك ستظلي قدري، فأنت الفتاة الصغيرة التي أحبها وتحبني مهما كبرنا وشخنا، ومهما
فعلت بنا الأيام والسنوات، أنت المحطة التي ستنتهي عندها حياتي مثلما كنت
المحطة التي بدأت فيها الحياة الحقيقية.
جاءتني خمس رسائل على هاتفي أثناء عشائنا، كانت إحداهن من ريما
وأخرى من ياسمين، وكأنهما يسعيان لإفساد عودتنا، كتبت ريما في رسالتها
أنت تقرأ
فلتغفري...
Romanceالكاتبة :أثير عبدالله النشمي الجزء الثاني من رواية احببتك اكثر مما ينبغي ٠