part 13

122 4 2
                                    

- جيت لأن دروبنا راح تلتقي دائماً مهما افترقنا. قلت وأنت تنظرين بعيداً: ولو قلت لك إن في حياتي شخصاً جديداً؟ شعرت بعضلة قلبي تنكمش كنت أعرف أن ضميرك يدفعك لأن تبوحي

بشيء لم أكن أريد سماعه في تلك اللحظة. عرفت يا جمانة وقتذاك أنك تلمحين لزياد، لكنني لم أرغب سماع ذلك، أردت إنكاره وأن تنسيه أيضاً، حاولت تغيير الموضوع، سألتك إن كنت تذكرين بأنك قد قلت لي يوماً بأن قلب الله يسعنا حينما نحب»، فأجبتني بأن جبران من قال ذلك، أخبرتك أن قلب الله وسعني حينما أحببتني فنهرتني عن

قول ذلك قائلة لي بأنه كفر وإن كان ناقل الكفر ليس بكافر.

قلت: ممكن أسألك سؤالين؟

- تفضل.

- تعتقدين أنك تقدرين تسامحيني ؟

- وأيش سؤالك الثاني ؟

أشرت بيدي إلى نافذة شقتك، كانت هيفاء تراقبنا من الشباك، سألتك:

هيفاء ليه متعلقة بالشباك ؟

نظرت إلى الشباك بدهشة وانفجرت ضحكاً، شعرت بأن الناس

يرقصون من حولي، وأن أصوات العصافير بدأت تعلو بالتغريد، شعرت

بالألوان تسترجع زهوها وبأن الأكسجين أخيراً بدأ يسري في جسدي.

أخذت تمسحين دموعك المنهمرة من شدة الضحك، وأنت تنظرين

باتجاه هيفاء محاولة التوقف عن الضحك عليها، شعرت بالرغبة في أن

أحتضنك بقوة، أن أخفيك في داخلي، مددت يدي ومسحت على شعرك

المبلل شعرك رطب، منتي بردانة؟

- إلا.

وقفت من مكاني وخلعت معطفي مددته لك: ألبسيه.

نظرت إلى الشباك مجدداً وهززت رأسك رافضة: لا شكراً. فهمت أنك تخشين أن تراك هيفاء وقد أخذت معطفي مني، لم أشأ إحراجك، سألتك وأنا أرتدي المعطف جمانة، شرايك نصير أصدقاء؟ - ممكن تتحول الصداقة إلى حب، لكن الحب مستحيل أن يتحول إلى

صداقة.

بنكون أصدقاء لفترة، لحد ما أسترجع حبك لي وثقتك فيني. أخذت تتأملينني بحيرة، كنت أرى الخوف في عينيك، الخوف من خيبة

جديدة وخذلان لا ينتهي، قلت: يمكن ابتسمت لك، فابتسمت، قمت من مكانك من دون أن تودعيني، رأيتك تدخلين باب العمارة وأنا أفكر أي يوم عظيم هذا، رفعت رأسي لأجد هيفاء لا تزال تراقبني في مكانها، تمنيت في تلك اللحظة أن تموت هيفاء، وأن تموت

ياسمين وأن يموت زياد

عدت باستحياء، عاملتني في الأيام الأولى من عودتك بكبر أحياناً وبعتب أحياناً أخرى، لكنك عدت !

حقنتني بإكسير الحياة بعودتك، ضخخت الأوكسجين في جسدي،

فانتعش قلبي وعادت إلى الحياة بعد نزاع واحتضار. أنت مثلي يا جمانة جبانة مثلي وتخشين الحقيقة مثلي، لم تسأليني بعد

فلتغفري...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن