الفصل الأول

387 10 2
                                    


......قالك يا سيدي حاجيتك ماجيتك....في وحد القصيوصة....طويلة و شابة ...ما فيها زواق ما فيها نفاق ...فيها الواقع مطبوع على الأوراق.....في وقتنا الحالي وين الناس راهم في القمر يجولو حكايتنا بين حيوط قرية كبيرة يقولو .....قرية وين كاينين الاعراش اللي حاكمتهم التقاليد والعادات والدين هو الدستور عندهم ما يستعرفو لا بقانون لا بدولة .....كلشي بالدين ...اهل متشددين ومتفرقين في قبائل متجاورة....كل قبيلة عندها حكايتها واسرارها .....اليوم تفتح الجلسة بقصة لوحدة من هاد القبائل وعروشها....

"قبيلة الليلي "....و بالضبط بين عرش المالكي ...وين جامع قداه من عايلة وسطه ...وابرزهم عايلة مالكي لي تسما العرش على اسمها ......

...نتغلغلو أكثر وين نشوفو ديار كبيرة بزاف ومن طراز قديم ....كل وحدة قدام ختها ....وكل وحدة تنافس أختها في الفخامة ....ديار دافئة وكلشي تقليدي فيها ....أما لي تشد أكثر هي دار الرابعة على اليمين ...دار السي الشيخ عبدالله مالكي ...من ممثلي العرش و القبيلة ....هو الأخ الثالث بين ربع أخوة و اخت وحدة .....والاخوة الأربعة هوما اللي راكم تشوفو في ديارهم درك ....قدام بعضاهم ...

وصلنا لقدام الدار تاعو ....وين نلقاو هذاك الباب الحديدي البني الكبير وزوج رجال يعسو فيه ....يتحل هذاك الباب ...وتقدر تلمح المساحة الكبيرة ....و تقابلك دار باللون الأزرق والأبيض....وكاين مزرعة قدامها صغيرة .....تقدم أكثر تلقا الحس في الدار والطيابة سعدية تجري هي وبنتها مريم مع زوج نساء خلاف فاطمة و كلثوم باش يحطو الغذاء ....وواقفة عليهم مرت السي عبد الله...

"... ما جميلة ..." كيما تحب يعيطولها ...أما البعيد عليها فيكون اسمها لالة جميلة ....ولا لالة مالكي ....

هاد المرأة الخمسينية المبطبطة ....قصيرة و سمينة شوية بحكم العمر....تقدر كي تقرب منها تحس بهاذاك الدفا و الحنان الفطري .....وريحة الأمومة تقطر منها ....

بيضاء مع شعر اسود مغطي بالحناء الحمرة وفوقهم محرمة تستر بيه شعرها الطويل ...من الحرمة لي عندهم مع أنو مكان حتى واحد يدخل عند النساء لداخل أما لي متربي على حاجة دايما رايحة تكون جزء منو ....قندورة عريضة تاع دار فضية اللون مع خيوط ذهبية بذرعين مهزوزين باش تخدم على روحها في الكوزينة ....ودبالج الذهب و السنسلة الكبيرة لي لابسة تع اللويز هي والمحزمة......عندهم الذهب حاجة ضرورية ....ونساء الديار الحراير الذهب ميخطيش يديهم .....عينين عسلية نايمة مع كحل لعينيها .....جميلة وما كانت غير جميلة ....

".... مريم ، هزي الكسرة هيا ...وزيديلها الفطير هذاك ...يا ربي نحطو ما بقا والو لساعة الغذاء ....هيا بركاي ما تتفرجي ....."

كان صوت سعدية وصراعها الدايم مع بنتها الحالمة مريم ....تاففت مريومة المهمومة وناضت هازة السلة تع الكسرة وين مشات وحطتها في الطابلة لي في الأرض...كانت مايدة كبيرة في نص الصالة وتحتها زريبة حمراء كبيرة و زيدلها المطارح الكبار لي يقعدو فيهم ...مع كادرات مزينين صالة الماكلة .....كادرات هازين غير القرآن الكريم و الأدعية الشريفة .....والسبحات لي معلقينهم......بداو النساء يحطو الغذاء .....صحون الحميص والفلفل مشوي ...و سلايط المتنوعة ....وصحون البوراك مع الطبق الرئيسي اليوم لي هو اللحم مفور مع مقبلات خلاف .....طابلة هازة كل خير ....وزيدلها العصير الطبيعي المعصور من جنانات التفاح و الليمون لي عندهم.......

للعشق هم جهلاء ......حيث تعيش القصص. اكتشف الآن