....الشوق والحب و الحنان الفطري للأم خلاهم كامل يبتسمو وكاين لي دمعو من الموقف ...أما زهرة على لسانها غير مرتضى ولدي...تعاود فيها وتهمس بيها مش مامنة بنو راهو قدامها من جديد .....زهرة فقدت زوج طراف من كبدتها في يوم واحد ...النهار المشؤوم لي شتت عايلة كاملة وعرش كامل ...وقرية كاملة ....أما كي راهي تشم في ريحتو وتشوف فيه الدنيا هانت و نسات كل ألمها الماضي ومعاناتها .....بعدت عليه حاكمة يديه وعينيها يشوفو في وجهو كي الملهوفة ...."...تعرف شحال ستينتك .....تعرف قداه قعدت نصبر في روحي ...عشرين سنة يا غالي وانا مشوية ومعذبة...عشرين سنة وانا مكوية وحياتي حابسة ....الحمد لله لربي لي خلاني عايشة باش نشوف وجهك بعد هاذ المدة الطويلة......"
...حكملها يديها في زوج باسهم بمعزة وشوق ....ونطق بصوتو الرجولي المميز وريحة الدخان كانت عاطية منه شوية ...
"...توحشتك بزاف أ زهرة توحشتك يا الحنينة....."
....كامل قربو منه يسلمو ويحضنو .....اولهم كانو خاوتو الأصغر منه في ثلاثة .....نساهم كانوا ملور مبعدين عليه ....ميعرفوهش واول مرة يشوفوه لانو اصلا في زواجاتهم محضرش ....
...شاف مع خوته وتبسم معاه معنقهم برجولة وخشونة وهوما تاني متوحشينو ومخلي بلاصتو عندهم ...كي شبعوا منه بعد عليهم وشاف مع الاولاد والبنات الصغار ...لي ببراءة قاعدين غير يبحلقو خايفين منه ...يشوفو فيه شخص غريب عمرهم تلاقاو بيه ....أما هو عينيه كانو يحوسو على باباه ....مع أنو محبش يهدر أما أمه عرفت واش يحوس و نطقت
"...راهو في المسجد درك يجي ...متخافش ...."
هزلها راسو بهدوء وبقا واقف وهوما تفرقوا، شاف في مو بشوية
"...كاينة بيتي ؟..."
...هزت حاجبها باستغراب من سؤاله ..
"...كيفاه بيتك ...بيتك عمرها ما تمست أ ولدي راهي مقفولة ومن نهار رحت واحد ما دخلها ، كنت حاب نظفها قبل ما تخرج أما هاك فاجأتنا اليوم ...." جبدت من جبيها في القندورة سلسلة فيها مفاتح بزاف....نحات منهم واحد ومدتهولو ...حكمو من عندها
...تبسم بشوية ومشا غير يشوف في التغييرات لي كانت في الدار....حس روحه جا من كوكب خلاف كلشي تبدل في القرية .....ديار تبناو ...ولاد تولدو وتزوجو ....كلشي غريب عليه ....عشرين سنة ماهيش ساهلة ...بقا متبع التصاور و الكادرات لي تزادو في هاديك الدار ....ولاد خوتو وبناتهم ......كاين حتى لي كبار وووصلو لعمر الزواج ......شحال الدنيا قصيرة ...ويد الإنسان اقصر منها بمراحل ....
طلع للطابق الثاني وين كانت بيته في الشوكة مخبية ...قرب ليها وحاسس بداخلو ميت .....يعني محاس بحتى شعور ولا شيء ....الحيرة فقط ...حط يديه على الباب وفتحو ببطء ....كان مقفول بالمفتاح ...جبدو وحلو ...دز الباب ودخل ....الغبرة كانت غامة كلشي ....كلشي موسخ أما سبحان الله الذكريات لي هاجمتو في هاديك اللحظة مش عادية ....سريرو الكبير هذاك ...كان مغلف كامل على الوسخ ....المكتب تاعو هذاك ....الخزانة ....كلشي مغبر ....دز الباب من وراه و في يده حقيبة صغيرة جابها من الحبس ...فيها حوايج وقش قليل برك ...وشوية ماكلة شراها ...تبسم باستهزاء ...كلشي سامط ....حاجة ما بقات عندها بنتها القديمة .....قعد فوق السرير بعد ما نحالو الغلاف و حط يدو على راسه يمسح في هذاك الراس اللي كان محفف شوية ...وفيه ندبات وخياطات واضح عمقها ..مخبيها شوية الشعر ومغطيها....شعرو كان قصير وكثيف أما كان كاين بقع في راسو صغيرة وفارغة ....
أنت تقرأ
للعشق هم جهلاء ......
Nouvellesرواية : للعشق هم جهلاء ....باللهجة الجزائرية .....بقلمي أسيل ...هو من أراد الأنوثة الطاغية....العاطفة والاغراء و تلبية رغباته ...ولم يكن يخجل من أن يطلب من قدره فتاة مغرية تجعله ثملا بدون كحول ...هل هذا عيب ...؟..على الأقل هو صريح مع ذاته ...هو شهو...