الرجل الآخر 8

872 57 20
                                    

أنهت بدر عملها وقررت أن تمشى للبيت لتتنفس بعض الهواء وتفكر فى هدوء, حاولت ان تخلى عقلها من أى أفكار ولكنها لم تستطيع بل ظلت تعيد المشهد فى عقلها مرات ومرات حتى إشتعل غضبها مرة اخرى ,كيف يجرؤ ماجد على طلب العفو عن فعلته الشنيعة وبأى حق يأتى ليطلب الرجوع إليها ويعتبر ماحدث مجرد خطأ , كيف يصدق بأنها يمكن ان تعود إليه حتى لو كانت تحبه؟ بدأت تتساءل كيف احبته؟ كيف لم ترى شخصيته الضعيفة والتى جعلت فتاة مثل سمر تتلاعب به بين أصابعها ؟ هل معقول انها لم تفهمه جيدا ولم تعرفه حقا؟ ثلاث سنوات ولم تعرف شخصيته الحقيقية, كانت تعلم بأنه سيظل يحاول ولكنها يجب ان تقف امامه صامدة ولاتستلم أبدا ولاتسمع لكلام قلبها,

المسألة ليست خيانته لها قبل الزواج المسألة هى خلل فى شخصيته هو أى إنه ربما لو لم يحدث الآن كان سيحدث بعد الزواج لأن واضح بأن سمر وضعته فى رأسها, سالت دموعها وهى تتذكر سمر وأوقاتهما معا , حاولت ان تتوقف عن البكاء قبل أن تصل للبيت حتى لايلاحظ احد عيونها المنتفخة.

لم يستطيع ماجد النوم وظل يتقلب فى سريره , كلام بدر ضرب قلبه فى الصميم ورغم ذلك لم يبتعد عن سمر ,يقول بأنه سيطلقها ولكنه ادمنها كما قالت من قبل, كانت تعطيه إحساس بأنه مرغوب وخصوصا بعد رفض بدر له ولكن تفكيره كان فى بدر حبيبته التى لم يحافظ عليها.... إلتفت إلي سمر النائمة بجواره ونفث دخان السيجار وتخيل بدر مكانها, بالتأكيد كان سيكون سعيدا جدا بها وبوجوده معها ,إبتعد بسرعة ,إرتدى ملابسه وخرج من الحجرة ووقف فى الشرفة فى الصالة يحاول ان يجد حل لوضعه الحالى..

نامت بدر من الإرهاق وهذه المرة لم ترى أى أحلام او كوابيس وكانها تهرب من الأفكار وإستيقظت وهى تشعر بأنها أفضل ربما لأنها قالت مافى قلبها لماجد ,لاتعلم...

خرجت من الحجرة ودخلت المطبخ لتعد الفطار ودخلت منيرة بعد قليل :صباح الخير يابدر.

صباح الخير ياماما...

صحيتى بدرى ليه؟؟

نمت كويس وقمت مرتاحة قلت أحضر لكم الفطار...

تأملت منيرة وجه إبنتها وسألت: وشك مرتاح فعلا, حصل حاجة؟

لأ ... بس يعنى بدأت اتقبل الحكاية...

أيوه كده ياحبيبتى ..

وكمان هاجهز اوراقى للجامعة..

فكرة كويسة والله.

دى فكرة ولاء

إشغلى نفسك ياحبيبتى علشان تعدى الأيام الصعبة دى....

دخل عبد العظيم: بتعملو إيه؟

بنعمل الفطار .

طيب قهوتى بقى يابدر.

من عنية يابابا...

جلسو على لسفرة وسألت ولاء: إسمعى خدى يوم اجازة وجهزى اوراقك ونروح نقدم لك علشان تبدأى مع السنة الدراسية الجديدة...

حكاية بدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن