أحزان العائلة 3

1K 56 10
                                    

لم تخلو أحلام بدر من الألم وبدا وكأن المشهد يعيد نفسه فى عقلها وظلت تتقلب طوال الليل ولم تهدأ فى نومها وفجاة إستيقظت وهى تلهث وتتصبب عرقا , وقفت بسرعة لتشرب بعض الماء وفتحت الشباك لتتنفس بعض الهواء النقى, وضعت يدها على قلبها وهى تشهق ليدخل الهواء إلى رئتيها وبعد قليل هدأت وسالت دموعها وشهقت بالبكاء ,رفعت وجهها للسماء وقالت بصوت باكى: ليه يارب؟ ليه؟ انا عملت إيه علشان يحصل لى ده؟ ليه انجرح من اكتر واحد حبيته ومن واحدة كنت باعتبرها اختى؟ ليه يارب؟ ليه؟

فى مكان آخر وبيت آخر ,تمدد زياد فى سريره وقد جافاه النوم , تفكيره ذهب لبدر الفتاة الهادئة التى شغلت قلبه وعقله ,إبتسم لنفسه وهو يتذكر وجهها الهادئ وعيونها العسلية الواسعة التى تحيطها رموش كثيفة لم تكن جميلة بالمعنى الواضح ولكن ملامحها كانت دقيقة ورقيقة ,إختفت إبتسامته وهو يفكر فى حزنها ودموعها وتساءل: ياترى ماذا حدث لها لتصبح حزينة وتائهة لهذه الدرجة؟

طوال اليل لم يتوقف زياد عن التفكير فى بدر وتمنى لو يستطيع ان يعرف اخبارها بأى طريقة , وفى اليوم التالى عندما خرج من المحل وذهب لبيتها ورأى عمال يرفعون الزينة من على البيت ووقف قليلا ربما يراها تخرج من البيت ثم نزل من السيارة وإقترب فسمع رجلان يتحدثان: لاحول ولاقوة إلا بالله .. الفرح إتلغى ليه يامسعد؟

أنا سمعتهم بيقولو إن مشكلة كبيرة حصلت بينهم على القايمة..

وهى دى حاجة توقف الجوازة برضه مش كانو يتفاهمو ..

عرسان الأيام دى مبقاش عندهم إحترام لأى حاجة وكل واحد منهم عايز يتجوز بنات الناس من غير مايغرم ولامليم...

برضه كان عبد العظيم طول باله شوية البت تطلق قبل فرحها بيوم...

أه النصيب بقى ..

إقترب زياد وسألهم: لو سمحت, هو فرح بدر إتأجل؟؟

لأ يابنى إتلغى خالص .. ربنا يعوض عليهم..

إبتسم زياد لنفسه ... وإرتاح لأن بدر لن تتزوج ,ركب سيارته وإبتعد بها بسرعة وعاد للبيت ودخل, كانت والدته جالسة مع جارة لها وقالت: زياد تعالى ياحبيبى .. طنط سهيلة هنا.

إبتسم زياد لأنه يعرف بأن سهيلة لديها بنت وأمه بالتأكيد تريده ان يتزوجها , لم تكف عن البحث عن عروس من اجله منذ ان تخرج إقترب مرحبا: اهلا طنط سهيلة ..

أهلا ياحبيبى ماشاء الله.. ربنا يحرسك ياحبيبى ... بنتى ميرنا .. فى اولى معهد .. معهد إيه يابنتى بأنسى إسمه..

حاسبات ونظم معلومات ياماما...

أهلا ميرنا .. عن إذنكم.

إبتعد فلحقت به أمه: إيه يابنى مش تقعد معانا شوية..

معلش ياماما هانام شوية علشان اعرف أسهر فى المحل...

حكاية بدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن