إنّ الأعرافَ التي ترى الحبَّ عاراً تنتقلُ عبر الأجيال
كما تنتقلُ سلالاتُ الدم، وكأنّها شيءٌ موروثٌ
يولدُ المرءُ في هذهِ البلد وهذه الأعرافُ الباليةُ تُدنس دمه!
كان عقلي مشغولا بهذه الحقيقة.
متسائلاً كيف سقطت ؟!
كيف خُطفت من عزلتي !؟
كيف أضاءت ذاك الظلام في الداخلي
وكيف أعجبت بهذهِ الصبية ؟!
وما الذي سأجنيه من تلك العلاقه.ومن دون وعي،
استمريت بالحديث معها
وكنت معها مرتبكاً أكثر من كوني خائفاً،
مرتبكاً بسبب شعوري أنني أعرِفُها منذُ قرونٍ وقرون
وفي الواقع.. لم اعرفها إلا لوقت قصيييير جدا ولا يكاد يذكر
كانت كلماتها سبباً لسروري وإنشراح صدري،
ولم تكن احديثها وسوالفها فارغة وممله بل كانت مفعمة بالمعاني.
كانت تجذبني وتشدني نحو الاستماع والتأمل بأفكارها.بعد فترة وجيزة من الكلام وتبادل الحديث
أتيحت لنا الفرصة لنسهر سوياً للمرة الأولى
واثناء حديثنا سألتني عن مفهومي للحب.
أجبت بفلسفة وكأنني المفكر المصري مصطفى محمود محاولاً لفت انتباهها بعقليتي الفذه، حتى اني اعتقد انها المره الاولى والاخيره التي اشتغل بها عقلي.. ندمت كثيراً لأني استنفدت كل طاقتي الفكريه ووضعتها في تلك الأجابه وذاك النقاش ..
اجبتها قائلاً :
"في هذه الأيام ضاع الحب، وأصبحت قيم الأخلاق مهمشة
واختفى الإخلاص والوفاء".
تناقشنا في ذلك ، وتجادلنا
ثم ضحكنا، وتجاذبنا النكات وكثُرَ المزاح
ومن غير إدراك وبدون قصد ولدت مشاعر الحب بين تلك الضحكات
وترسخت ببطء حتى إني اسميتها استثنائي الثابت.

أنت تقرأ
حَصِيلة تراجيديا
Romantikفي عالم مليئ بالتناقضات والمشاعر المتضاربة تنطلق هذه الرواية بألمها وجمالها. بين الحب العميق والخوف الشديد من فقدانه ستتعرفون على أسرار الشعور، الذي يبقى في قلوبنا رغم مرور الزمن وتغير الأيام. ليستعرض لنا ما يعنيه التعلق بشكل فريد ومميز.