حَصِيلة تراجيديا

مضي

في تلك اللحظة غمرتني مشاعر الحزن
التي يعاني منها الإنسان طوال حياته.
كانت رغبتي الأسمى أن اتحرر،
وأنغمس في حرية خالية من أعباء العواطف التي تثقل كاهلي
وأتخلى عن أمنيات وتطلعات لا تنتمي إلي،
أردت السير بثقة قوية تؤكد لي ما أؤمن به،
أن أمضي بخفة دون أن يخنقني الأنتظار
ويُهدِر سنوات عمري.

لم يكن بمحض إرادتي أن أبقى محاصراً في وصمة مشاعري
متعلقاً بنفس الأمور والمشاعر طوال حياتي،
خائفاً من توقعات لن تتحقق،
ومحاطاً بخوف من الطريق وترك الإنتظار،
وفقدان ما كان يعني لي.

تتصارع الأفكار داخل رأسي يوماً بعد يوم
أحاول إقناع نفسي بأنها ستتلاشى وتمضي..
ولكنها لا تزال تنهش جوانبي
ولا أجني إلا الصداع من تلك الأفكار المتضاربة،
أشعر بها تحطم كل خلية داخل رأسي
أصرخ وأسمع صدى صوتي
حتى شعرت بشفقة عميقة نحو حالتي
إكتنفتني مشاعر الفزع لعجزي عن التوقف أو الرجوع
وسعيت بجد لبقاء علاقتنا مهما كلفني الأمر،

فكانت هي خطيئتي الوحيدة
التي خطوتُ لها بقلب لا يتراجع
إنطلقت نحوها وأنا أعلم جيداً بأنها ضياعي العظيم.
فإن كان هذا خطأ فأنا أول المذنبين.
وأول من أحبها، وهي أكثر من يستحق المحبة
وهذا كل ما أستطيع فعله وأقل بكثير مما تستحق.

وإن يكُنْ فرط وجدي في مَحَبّتِكُمُ
‏إثْماً، فقد كَثُرَتْ في الحبّ آثامي
- ابن الفارض