بعد خلافنا توجهت إلى المدينة التي تقيم فيها.
وبعد أن استقريت أبلغتها بوصولي، تفاجأت كثيرًا.
ثم طلبت لقائي واقترحت عليها أن نلتقي
في مطعم فاخر بعد عدة أيام في ليلة عيد ميلادها.ثم في ي ذلك اليوم كنتُ مسلوب البال
انظر لنفسي في المرآة واتسائل ماذا سأرتدي ؟
الى ان خطر ببالى ارتداء شئ ما من بياض يدل على الصفاء،
ثوب وغترة، حتى اني ارتديت حذاءً أبيض،
ووضعت العطر وبعض العود الخفيف فوق معصميكانت الشمس تتسلل خجولة خلف الأفق المشرق،
ونسمات الهواء اللطيفة تتراقص بلطف،
وقد نزفت الغيوم بألوان الغروب الساحرة.
كانت تلك المساءية هي موعد عشائنا،
حيث التقينا في مطعم رومانسي ساحر.عندما وصلت إلى المطعم،
لم يمضِ وقت طويل حتى قادني الجرسون
إلى طاولة مزينة بأزهار الورود الحمراء وشموعها الهادئة.
همست الأضواء الخافتة
وخلقت جوًا ساحرًا من الرومانسية والانتظار.
وما إن رأيتها قد أطلت كالقمر
مُسدلة خمارها العنابي فوق جدائلها
وجدتها هناك، ترتدي عباءة سوداء أنيقة
بخدود تحمر خجلاً وابتسامة تعبق بالحماس.
تصافحنا بحرارة، إلتقت أكُفُنا،
ونظراتنا تلتقط بعضها البعض بشغف،
وكان الصمت يعانق كلماتنا المبهجة.
تناثرت روائح الأطباق اللذيذة من حولنا،
وقد استمتعنا بالأطباق الفاخرة.
تشاركنا ضحكات متبادلة ونقاشات مثيرة، ولحظات اخرى لطيفة.
ثم جاء الوقت لأقدم لها مفاجأة صغيرة
طلبت من الجرسون احضارها.
لم تكن المفاجأة مهمة بقدر اللحظة المميزة التي قضيناها معًا.
في ذلك المساء، تعلمت أن الحب ليس مجرد كلمات رومانسية،
بل هو الاهتمام والتفاني والتقدير.وبينما انتهينا من تناول العشاء اللذيذ والممتع، لم ينتهي المساء
بل امتد إلى ساعات طويلة من المشاعر العميقة واللحظات الثمينة.
سرنا بخطى مهذبة لشرفة البرج
نعبر ذاك الممر على الحان موسيقى الكمان
ونقف متأملين الليل والنجوم تتلألأ في سماء المدينة،
وكان كل منا مسروراً، فقد انبثقت قصة حبنا بضوء النجوم
وبتلك اللحظات الساحرة التي جمعتنا فيها المشاعر الصادقة
والروح المتشابكة. وسنبقى نستذكرها دائمًا.وعند مغادرتنا ، شعرت بفراغ يغمرني لحظة وداعها.
كانت اللحظة المثالية لنهاية هذا اليوم المميز،
ولكن بداخلي كان هناك خيبة أمل صغيرة لرحيلها.
توجهنا معًا إلى مركبتها، وكأن الهواء الليلي يحمل مشاعرنا المختلطة. كانت تبتسم بلطف وأنا أحاول إخفاء حزني وراء ابتسامتي.
قلت لها بصوت هادئ:
"كانت ليلة رائعة، شكرًا لك على هذه اللحظات الرائعة".
أمسكت بيدي بلطف وأجابت:
"أنا أيضًا استمتعت كثيرًا بوقتنا معًا".
كلماتها أعطتني الراحة
وأنا أعلم أن هذه اللحظات لن تنتهي ببساطة.
وقفنا وجهًا لوجه، وأحسست بقلبي ينبض بقوة.
أردت أن أخبرها كم أحببتها،
ولكن الكلمات كانت تتعثر في حنجرتي.
نظرت إلي، وفي عينيها رأيت الحياة
والكون ثم توالت الكلمات في صمتنا المؤقت،
ودعتها بلطف...
وبينما كانت سيارتها تتباعد،
أدركت أنني أحمل معي ذكريات لا تُنسى.
ربما كانت هذه نهاية موعدنا،
ولكنها كانت بداية لشيء أكبر، لقصة حب لا تنتهي.مضت عدة أيام منذ انتهاء آخر لقاء بيننا،
ولكن لم أتلقَ أي رسائل أو اتصالات منها.
الغموض يسود في ذهني
وأشعر بالقلق والاضطراب
فماذا يعني هذا الانقطاع المفاجئ؟
أبحث عن إجابات محاولاً فهم السبب،
لكنني لا أملك سوى تساؤلات بدون إجابات.
هل أخطأت في شيء؟ هل أغضبتها بطريقة ما؟
هل هناك مشاكل أو توترات لم أكن أعلم بها؟
كل هذه الأسئلة تدور في رأسي وتزيد من حيرتي.
أشعر بالتباس وعدم اليقين،
فقد كانت العلاقة بيننا قوية ومليئة بالحميمية والثقة.
لم يكن هناك أي مشاكل تذكر
أو خلافات تدعو لهذا الانقطاع المفاجئ.
قد تمر بظروف صعبة
أو تعاني من مشاكل شخصية ترغب في حلها بمفردها.
او ربما هي بحاجه إلى وقت للتفكير والتأمل.
ولكن هذا الانقطاع المفاجئ وعدم الاتصال
يجعلني أشعر بالقلق والحزن.عندها قررتُ ان اقرأ قليلاً
أُمرر أناملي على رف الكُتب لأختار واحداً أُشتت بِه ألم قلبي
فتحتهُ احاول التركيز على كلِماتِه
والأفكار تُنهشني، تَقتُلني، تُمحيني مِن الواقِع.
اغلقت الكتاب
لأُمسك بهاتفي وأبعث لها برسالة كتبت بها...
مرحباً
هل انتِ هُنا ،
ألا تُريدين مُحادثتي؟ ،
هل انتي حزينةً مني ، هل فعلتُ شيئاً خاطئاً؟
ارجوكِ اشتقتُ لكِ
اخبريني بِما يُحزنكِ
تحدثي معي.
تركت الهاتف..
لأدفع بجسدي للخلف بأعين مرتبكة وخافق مُضطرب
أفقْتُ من شُرُودي على صوتِ نغمه بقدوم رساله منها كتبت فيها : لماذا؟
صعقت من ردها البارد،
لم اتصور ردها بهذه الكيفية
كتبت بغضب يعتريه الحزن:
"لا شيء مبهر بعد ليلتنا تلك.
لماذا انْقطَع السلام واِنقطَعتْ الرسائل؟
فلم اعد ادري أأنا اللائِمُ أو أنا المُلام؟"
صمتت لوهلة وقالت:
"امر بوقت عصيب، ومشاعري النفسية متضاربة".
تحدثنا وتناقشنا..
ثم سألتني إن كان بإمكاني أن أقلها من منزلها
فوافقت من دون تفكيرارتديت ملابسي لأخرج مسرعاً
وحين وصلت كانت تنتظر
امام منزلها بأبتسامة.
اثناء قيادتي نحو وجهتنا،
كانت الاجواء التي بيننا هادئة
حيث لم نتحدث الى بعضنا منذ ركوب السيارة
وكان الصمت يعُم معظم الوقت.
شعرتُ بالضغط من هذا الهدوء
كوني حريص على جعل هذه الدقائق اكثر إمتاعاً
بدلاً من الصمت الذي بيننا الان
لذا حاولت تلطيفهُ ببعض النكات
لكن ضحكاتها كانت مجاملة لي.
خططي قد فشلت، مما يجعلني اشعر بالخسارة.
وقبل أن نصل عند وجهتنا توقفنا لشراء بعض القهوة
كانت المرة الاولى التي تطلب فيها القهوه السوداء
باردة على غير العادة
بدا لي انها أصبحت بارده حتى في مشاعرها
ولعدة ايام لم يتغير شيء وقل الكلام وتزايد الصمت
وابتعدت شيئًا فشيئًازُرني قليلاً .. فالتزاور رحمةٌ
حتى وإن كان اللقاءُ قليلامن كان في درب المحبة صادقاً
لين يرتضْي التسويف والتأجيلالا خير في حب لمحض رسائلٍ
ولْتُعطني مما كتبت دليلاًأحتاجُ أن ألقاك قلبيَ مُتعبٌ
وأنا أنتظرتك يا حبيبُ طويلا
- ابراهيم حمدان
أنت تقرأ
حَصِيلة تراجيديا
Romanceفي عالم مليئ بالتناقضات والمشاعر المتضاربة تنطلق هذه الرواية بألمها وجمالها. بين الحب العميق والخوف الشديد من فقدانه ستتعرفون على أسرار الشعور، الذي يبقى في قلوبنا رغم مرور الزمن وتغير الأيام. ليستعرض لنا ما يعنيه التعلق بشكل فريد ومميز.