حافز

24 5 0
                                    

في عمق دهاليز قلبي تأصلت روحها كالبستان المزهر
وكأنها بذور الحب غُرست في فؤادي، وشهدت ازدهارها المستمر
مضت ست سنوات وتشربت روحي محبتها،
كان يهتدي فؤادي بكلمةٍ منها.
وامتلأت روحي بدفء محبتها 
في هذه المرحلة حدثت اغلب الاولويات فعلاقتنا
ووصلنا الى  ذروة الإنسجام والتآخي.
صرت مدمناً على حضورها ورغبتها عمرًا كاملاً دون حد.
إنها هي التي ألهمتني لبناء مستقبلي
فأردت أن أحقق كل آمالها وأحلامها.. فرحاً وقرة عين لها
والان انا هنا بفضلها.

ذات ليلةٍ في الرابعة فجراً
حدثتني بصوت هامس:
"أنت كل أصدقائي وكل أحبابي،أنت عزلتي الدائمه
والمأوى الذي أجد فيه السلام، أنت كل شيء بالنسبة لي".
من سروري تمنيت أن امسّك الليل وأجعله ينتظر لأجلنا،
وددْتُ أن أكونَ بجوارها
لكن المسافة كانت عائقاً كبيراً بيننا، كانت عدوي اللدود.
تساءلت في نفسي بكآبة
"لماذا من بين آلافِ الوجوه لم اسقط إلا في حبِّ الوجه
الذي لا يمكن رؤيته ولو بشق الأنفُس؟
لماذا من بين كل الأكتاف الملاصقة لي لا يسقط رأسي
إلا على الكتف الذي بيني وبينهُ مسافة الأرض ؟"
كم وددت أن أزور معها المتاحف ..
‏ونمشي جنباً الى جنب في الطرقات،
ونستلقي تحت المطر ..
‏نتسكع معاً ونرقص على موسيقى عازف ما
مررنا به مصادفة في طرقات المدينة ..
‏أن نمضي معًا هربًا، عنادًا، اقتناصًا واقتصاصاً من المستحيل
والعائلة وكل هذه الفداحة.
وكأنه لا مفر سوى الموت معاً.

سبحَان مَن جمَعَ الضدينِ فَائتلفا
‏بَيَاضُ خدّكِ والخالُ الَّذي فيه

فلا مَحت آية اللَّيل النَّهار بهِ
‏ولا النّهارُ تَلاشَى في لياليهِ
- زكي العلي

  حَصِيلة تراجيدياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن