في السنة الثامنه حدثت فترة من السكون الغريب
ألمني ذلك الإحساس أنها ما عادت متلهفة،
وأن كل مشاعر الحب ما عادت مشاعرها،
شعرت بعدم التشوق وانخفاض مشاعر الحب في داخلها.
خلال تلك الفترة تأثرت بالمرض وثقلت علي اطرافي
وصعبت علي الحركة، اخر ما اذكره هو نجدة بعض الأصدقاء
الذين سارعوا لمساعدتي واتخاذ الإجراءات الضرورية
بما في ذلك الاتصال بالاسعاف ونقلي الى اقرب مشفى.
من بعد عنايات الله التي لا تنتهي برهن لي هذا الموقف
انه ثمة اصدقاء طيبون يهرعون للمساعدة،
أرواحهم رحيمه ونفوسهم نبيله.تلت الدقائق، وقمت بالتوقيع على بعض الأوراق،
وخضعت لعملية جراحية عاجلة.
كم كانت ليلةً صعبة اردتها ان تكون بجانبي،
بحزن عميق أتأمل السقف بعجز، في لحظات صعبة وشعورٍ سيئٍ بالضعف .
وما إلمني اكثر كان إنقطاعنا وأن أراها تتلاشى من حياتي
أمتنعت عن الحديث معها غضباً، بينما يصرخ صوت فداخلي.. "حدثِيني، فَقد كلّم الرّب مُوسى"
بعد بضعة ايام انتقدتني وعاتبتني على عدم الاهتمام
"أين كنت ولماذا لا تسأل؟"
"ام لم اعد أهمك؟ "
رحبت بها وقلت:
"مر بي الكثير"
ثم طلبت منها أن تخبرني ماذا حدث لها
ردت بصوت عال:
"لست بخير لو كان هذا يهمك".
ومازلت ملحاً حتى أخبرتني بكل تفاصيل ما جرى لها.
غضبت لأن اسباب غيابها لم تكن مقنعة
وأنها لا تقارن بما مررت به،
سألتها بنبرة حادة:
"أوتعلمين أين كنت؟" "وماذا جرى لي؟".
صمتت لوهلة ولم تجب.
ثم رويت لها ما جرى
كان ردها:
"لماذا لم تخبرني!"
وألقت علي اللوم بعدم اخبارها
حورت الحديث وميلت المعنى !
وتراشقنا نِبالَ التُهَمِ
وتقديم العتاب
هكذا كانَت أحاديثنا الأخيرة..
دائِرةٌ بلا بدايةٍ ولا نِهاية..
كلانا يُلقي اللومَ على الآخرِ دُونَ نتيجة،
وبدون أن نتوصّل لحلٍ يُعيدُنا إلينا.فَلَيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي
وَكانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكايَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني
أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
- بهاء الدين زهير
أنت تقرأ
حَصِيلة تراجيديا
Romansaفي عالم مليئ بالتناقضات والمشاعر المتضاربة تنطلق هذه الرواية بألمها وجمالها. بين الحب العميق والخوف الشديد من فقدانه ستتعرفون على أسرار الشعور، الذي يبقى في قلوبنا رغم مرور الزمن وتغير الأيام. ليستعرض لنا ما يعنيه التعلق بشكل فريد ومميز.