ندبة

36 5 0
                                    

بعد عامين توترت علاقتنا، وكثرت المشاكل
حينها كنت مثل مشرد
يريد النجاة من عاصفة ستبتلع وتقتلع كل الجذور اليابسة،
كنت في حالة فوضى أتخبط في كل اتجاه،
أفتش عن طريقة واحدة تمنع النهاية التي تلوح لنا،
مرت بي أيام رغم مظهري الثابت لكنني أنهار في الخفاء
وأكاد أصرخ.
لم تكن تريد إخباري بسبب هذا التوتر
ولا عدم رغبتها في استمرار حياتُنا سوياً.

بعد إصرار طويل ومحاولات عِدة أخبرتني:
أنها في سنين سفري وخلال انقطاع علاقتنا لثلاث أشهر
تزّوجت رغماً عنها
من رجل يكبرها عمراً ويصغرها شرفاً
فقط لتستر عورة لجوئها لوطن غير وطنها !!!!
ومع مرور الأيام رزقت منه بطفلة أتمت عامها الأول !!!

هدوء يسود بداخلي..
لأعي ماذا تقول..
ما زالت تتكلم وتصدر أصواتًا وضجيجًا..
وانا أقف بصمت ودهشة.. ومصاب بالصدمة
وكأنني أصم زُرعت بأذنه قوقعة،
أتمعن في كلماتها فقد كانت بطريقة ما مألوفًا بالنسبةِ لي.
أُقلب في كتاب ذكرياتي
لتتضح شيئا فشيئا..
وتتصل الخيوط الحمراء مع بعضها البعض
لتبين بأن كل ما أخبرتني به كان يشير إلى ذاك المنام !!!
عندما اتتني في المنام تحمل طفلتها !!!
والسؤال الذي حيرني كيف أتى هذا التخاطر الرهيب
وكشف لي كل هذه الاسرار في وقت سابق!

غضبت جداً وتساءلت في داخلي
عن سبب إخفائها جميع هذه الاحداث عني ؟!
نعم استوعبت كل هذا متأخراً،
لست هنا لأندب حظي ولا لألومها
إنما وقفتُ لأبكي بكائي الأول.
انذاك لم اشعر بنفسي حين إنسابت دموع غزيرة من عيني
لم أستطع أن أُكفكفها وبكيت كما لم أفعل من قبل.
بكيت من كل الحواس..

حينذاك شعرت بتسارع نبضات قلبي وانفاسي
وأن كل ما فيني انتهى،
اختبأت عن والدتي
فهي لا يروقها أي شيء مُبعثر وغير مرتب.
منذُ طفولتي ‏كَانتْ تَتهِمنِي
بأنَّ يَدي تسقطُ مِنها الأشياء الثمينة متهشِّمة.
التصَقت التّهمة بيدي وتطوّرت
‏حتى أصبحتُ أفلتُ الأشياء والأحلام والأيّام
والأشخاص ‏ولا يتبقّ لِي إلّا رعشَّتها .
سَيُجن جُنون امي إذا رأت ما كُسر في صدري..

يُقال قديماً:
"كل رجل فى الحب قيس وكل امرأة ليلى"
جن قيس وتزوجت ليلى ...
تلك كانت أكبر أكذوبة فى تاريخ العشق.
فعلتها ليلى بخداع قيس،
بإيهامهِ بأن خضاب الحناء
كانت الدموع المختلطه بالدماء التي بكتها على فراقه.
بينما كانت تنام فى أحضان رجل أخر
تستلقي بين يديه..
يقبلها..
ويرتشف خَمرةَ ريقِها..
الى أن تغفو في احضانه!
تركتيني وحيداً، تائها، عرضةً بأن تقتلني غيلان التخيلات
هل هي مجرد أوهام؟! ام هذا هو الواقع ؟!

إن الرجل فالحب أبله ،،
كانت هذه مشكلتي تكمن بأني افرطت بالإتكآء عليها.
في نهاية الأمر كِلَانا باتَ خاسِرًا.
‏أَضاعتني وأنا أَضَعْتُ لِأجلها نفسي.
ولن تجد رجلاً مثلي يقدم عمرهُ بأكمله قربانًا لها.

قضاها لغيري وابتلاني بِحبّها
‏فَهلاّ بشيءٍ غير ليلى ابتلانيا

أعدُ الليالي ليلةً بعد ليلة
‏وقد عشتُ دهراً لا أعدُ اللياليا
- قيس بن الملوح

  حَصِيلة تراجيدياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن