ؤنس

45 4 0
                                    

ومن عاداتنا التي كنا نمارسها سوياً
كنا ننام ونستيقظ في آن واحد،
نحتفل ونتبادل الاحزان،
نتشارك نفس الخواطر، ونسهر ضاحكين
وخاصة أحاديث الساعة المتأخرة من الليل، لها حنين خاص!
لا يُرى .. ولا يُسمع .. ولا ينقل ..

تسامرنا ذات ليلة والبدر ثالثنا
لتعطيني شيئاً من حظ الأُغنية التي تستمع إليها
‏ونحن نتأمل النجوم، في لحظه سكون
رددت في أذني أنها تحبني
تسرح عيناي في ملامحها لوهلة ..
‏تذوب حروف التعبير على شفتي
‏وتقفز نظراتي على رموشها القصيرة السميكة
‏ثم تتناوب أصابعي بطرقات ناعمة على خدها..
‏وتعلو تنهيدتي مثل فقاعة صغيرة تأبى الذوبان في الهواء..
‏تختبأ دقات قلبي خجلة خلف صدري ..
ثم اعيد صياغه نص لفلاديمير من رسائله لڤيرا
واقول لها:
"الوقت متأخر، وأنا متعب قليلاً،
كما أن السماء معكرة بالنجوم
وبتردد
وأنا.. أنا احبكِ"
‏وما أَن ضمَمتُها وخَبَّأتُها داخِلي، حتى انطَفأَ كلُّ ما يُحيطُني ..
‏وأَضاءَ كُونٌ بأَكمَلِهِ في أَحشائي ..!

يسرقنا الليل ويأتي الصباح
‏واستيقظ على مشاغبتها .
قائلة: "هل استيقظ القبيح؟"
وعبثاً احاول لكي اصل اليها
كطفلة تهرب من ذراعي
اطاردها..
حتى أمسكت بها فضحكت بهيسترية
وقبلت كتفي كأسلوب للإعتذار
ولا شيء أكثر حميمية من صمت مُتَقاسم

‏ نَامِي عَلَى صَدْرِي وَتَحْتَ ذِرَاعِي
‏وَاسْتَوْطِنِي قَلْبِي وَكُلَّ بِقَاعِي

‏مِنْ قَبْلُ كُنْتُ أَذُمُّ أَتْبَاعَ الهَوَى
‏وَاليَوْمَ قُدتُ مَرَاكِبَ الأتْبَاعِ

‏- حذيفة العرجي

  حَصِيلة تراجيدياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن