1 : صدفة

1.3K 34 12
                                    

بدأت صدفة وصدفتك أصبحت حياة

هل تؤمن بالصدف يقال أن في الحياة يوجد مصادفة واحدة تقلب حياتك رأسا على عقب .. 

هناك من يقول أن الصدفة تخلق و هناك من يعتقد أنها مجرد هدية من الحياة .. لكن ما أعرفه أنا أن الصدفة تأتي لكسر كل القواعد

تأتي لنفي جميع النظريات و التناقض ..  تأتي لتخرجك من عالم و تدخلك بعالم آخر ف
إما أن تكون صدفة جيدة تعني الحياة او تكون صدفة كارثية ليتها لم تأتي أبدا لتكون الممات

.........

جلست في غرفة الانتظار و هي تعبث بأصابع  يديها لشعورها بالتردد و علامات الشوحب واضحة على وجهها لسبب كل ما تعرضت له من ضغوطات لينتهي بها المطاف بمحاولة انتحار فاشلة

أخر ما توقعته هو أن تجد نفسها في هذا المكان أكثر الأماكن التي تكرهها و أكثر ما يقلقها في هذا الأمر أن تتكرر مأساتها لتعود لنقطة البداية .. لتعود مما هربت منه ..

 لكنه وعدها أنه سيكون بقربها و لن يدع أي مكروه يحدث لها مجددًا .. لقد عاهدها أن يحميها و يبعد عنها كل ما يحزنها لكن كان المقابل أن تأتي لهنا لتتخلص من جميع مخاوفها

ليس هو فقط بل صديقتها و من تدين لها بحياتها أخبرتها كذلك أن هذا المكان ليس بالمكان السيء كما تظن و أنها عيادة طبية مثلها مثل أي عيادة و أن الروح قد تمرض أيضا و تحتاج لزيارة طبيب يساعدها على التحسن مثلها مثل باقي أعضاء الجسد و هي تثق بكلامها

 تثق به أكثر مما تثق بنفسها المريضة فهو صدفتها التي قلب كيانها و غير كل موازين حياتها هو صدفتها التي لن تتكرر أبدا و لا تريدها أن تنتهي أبدا

"أنستي تفضلي معي "

رفعت رأسها عندما سمعت صوت المساعدة و هي تطلب منها أن ترافقها لتقف و تسير معها بهدوء و هي ما زالت تشعر ببعض التوتر .. فتحت باب غرفة الطبيب و أشارت لها لتدخل للداخل

خرج من خلف مكتبه و هو يبتسم لها بهدوء ليمد يده و يصافحها

"سعيد برؤيتك أنستي يمكنك الجلوس هنا و لا تقلقي سيكون كل شيء بخير "

لا تعلم لما شعرت بالدفئ يغمر قلبها لقد كان الطبيب يملك نبرة هادئة للغاية جعلتها تشعر ببعض الارتياح لم يكن كما توقعت أو كما عرفته عن الطبيب النفسي كان مختلف كثيرًا عن جميع الأطباء

جذب كرسيه و جلس بقربها واضعًا أمامها كوب من الماء ليميل رأسه و هو ينظر لها بهدوء و من ثم وضع أمامها مسجل صغير قبل أن يقول

"كل ما أريده منك أن تخبريني بكل شيء .. و في حال كان الأمر صعب عليك يمكنك التوقف مباشرة "

"أن أخبرك بماذا "

قالتها بصوت خافت و هي تنظر إلى الأرض و تعلم الجواب مسبقًا قبل أن يقول

القمر الدموي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن