3 : الماضي

205 14 2
                                    

‏منهكٌ من الأفكار ومن الماضي، أودُ أن أتحرر مني ليلةً، لأنام فيها قليلاً

في صباح يوم العطلة كانت تفضل دائما أن تمارس رياضة الركض في إحدى المنتزهات القريبة من شقتها ..

كانت تعتبرها الوسيلة الوحيده التي تتمكن من خلالها إفراغ كل تلك الطاقة السلبية التي تحملها داخلها .. لقد مر سنوات على الحادثة و هي لم تنسى ما حصل معها إلى الآن و كيف لها أن تنسى ما حصل و كل تلك الندوب التي زرعت في روحها و على جسدها تذكرها بالأمر بين لحظة و أخرى 

هم لم يعذبوها حين ضربوها .. بل تعمدوا أن يتركوا على جسدها أثار تذكرها بكل ما حصل معاها  لتكون روحها أسيرة طوال حياتها حتى لو كان جسدها حر 

وقفت لتنحني قليلا واضعه يديها عند ركبتيها  تلتقط أنفاسها و من ثم اعتدلت في وقفتها لتشرب من زجاجة الماء التي كانت بيدها قبل أن تتابع مسيرها خارج المنتزه لتعود للمنزل 

أمسكت هاتفها لتقوم بإقاف الموسيقى التي كانت تستمع لها و في أثناء ذلك مرت من جوارها سيارة تسير بسرعه عاليه لتبتعد عنها و تقع أرضا و ما أن تقدمت تلك السيارة عنها حتى سمعت صوت الفرامل لتقف مباشرة و هي تنظر لها لتعود السيارة للخلف بشكل مباشر و من ثم تتوقف قبل أن تصدمها و من ثم ترحل بعيدا 

بقيت هي واقفه مكانها ترمش بصدمة مما حصل معها كانت على مشارف الموت لكن لما و من الذي يفعل معها هذا هل الكابوس ليطاردها في الواقع أيضا . 

استجمعت نفسها و أسرعت لتعود إلى شقتها و هي بالكاد تستطيع السير ..

فتحت باب الشقة و دخلت للداخل ليزاد سوء يومها حين رأته يجلس على الأريكة و هو يأكل الفطائر ليستدير حين لاحظ وجودها و ينظر لها بدقة دون أن يتفوه بحرف 

لقد أزعجها وجوده هنا لكن ما جعلها تشعر ببعض الاستغراب تلك الكدمات التي كانت على وجهه هي تعلم أنه لا يستهان به و لديه عدد من الأوغاد لحمايته لذلك أصابها الفضول لتعلم من الذي تجرأ و لكمه بهذه الطريقة ليتبدل لون وجهه إلى الأزرق 

لاحظ نظراتها إليه و علم بما كانت تفكر لذلك أزعجه الأمر بعض الشيء ليشتم الفاعل بسره قبل أن يقول 

"لقد تعرضت لحادث سير البارحة لذلك توقفي عن النظر لي بهذه الطريقة "

عبثت بقلادتها قليلا و هي تستمع له لتقول

"من الواضح أن ذاك الحادث كان قاسي للغاية معك "

لم يعجبه كلامها كثيرا و لقد قرأ ما كان يوجد خلف تلميحاتها ليقف و يتجه إليها ببطء و ما أن اقترب منها و بحركة سريعة أمسكها من عنقها 

"هل تسخرين مني الآن "

"أبعد يديك عني أنا لم أقل شيء "

ابتعد عنها مباشرة حين سمع صوت شقيقته 

القمر الدموي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن