دخولها بينهم لم يكن محض مصادفة
بل القدر أرسلها لهمفتحت باب شقتها لتدخل تنير الأضواء .. لم تكن كما شقة أحلامها ف رائحة الرطوبة تملئ المكان كما أنها صغيرة للغاية فهي عبارة عن غرفة واحدة فقط يجاورها مطبخ صغير و حمام .
هي ما زالت تعمل على تحسين هذه الشقة حيث أنها وضعت بها العديد من لمساتها حين أعادت طلاء الحائط المليء بالتشققات و حدثت من الأثاث المهترئ و بالرغم من أنها أخذت منها الكثير من الجهد و المال إلا أنها تراها جنتها الصغيرة .. جنتها البعيدة عن أصوات القنابل و الرصاص و البعيدة جدا عن ذكرى مأساتها في تلك البلاد
جلست على الأريكة لتقوم بتفحص بريدها الإلكتروني ليقابلها فواتير الكهرباء و التدفئة كما وجدت رسالة من المحطة الإخبارية في لندن يخبروها أن عدد مشاهدات المقابلة التي أجرتها قد فاق المتوقع
ابتسمت قليلا حين شعرت بلذة النصر لتتابع تصفح الرسائل إلى أن وجدت و أخيرًا تلك الرسالة المنتظرة .. لقد تم قبولها في جامعة لندن لمتابعة دراستها في علم النفس عن طريق منحة دراسية .
أغلقت حاسوبها و اتجهت إلى المطبخ تعد لنفسها العَشاء و في أثناء قيامها بهذا سمعت صوت طنين هاتفها يعلن عن قدوم إشعار ما من إحدى مواقع التواصل
أمسكت بهاتفها لتنظر لشاشته قليلًا قبل أن تقطب حاجبيها و هي تدقق النظر بما تشاهد حين تمتمت
" لا أعلم متى سوف يفهم العالم أن الأنثى لا علاقة لها باللون الوردي .. أمر مقزز حقا "
حين كانت تستعد للخروج من ذاك التطبيق و بطريقة غريبة ظهرت لها إحدى رسائله التي كانت ما تزال تحتفظ بها هناك .. كانت الرسالة الأخيرة قبل رحليه
فتحتا لتدخل إلى تلك المحادثة بيد مرتجفة و هي ترى جميع رسائله لتوقفها إحدى التسجيلات الصوتية ضغطت عليها بتردد لتصدح نبرته الهادئة الحزينة في المكان
"" عزيزتي ماري سامحيني .. ف كما أنا كنت أريدك و بشده كانت الحياة أيضا لا تريدنا معا ""
بدأت دموعها بتساقط لتعيد تشغيل ذاك الصوت لأكثر من مرة و تبدأ بالبكاء في كل مرة تسمع بها كلامه
هي لم تنسى كيف أنها لم تبكي أبدا يوم وداعهما .. لم تنسى كيف أنها بقيت صامده تواسيه بكل قوتها و ما زالت تذكر ذاك المرار الذي غزا حلقها بشكل غريب
هي لم تبكي يوم وداعهما .. و لم تبكي حين وجدته قد نزع خاتم الخطوبة المنتظره من يده .. لم تبكي حين رأت الجميع ينظر لها نظرات الشماتة كونه قد تخلى عنها كما قالوا لها .. هي حقا لم تبكي حينها أبدا
لكنها بكت حين أخطاءت في رسم خط كحلتها كما بكت حين وقع منها كأس الماء و بكت كثيرًا حين سمعت إحدى الأغاني التي كانت تسمعها حين تكون برفقته
أنت تقرأ
القمر الدموي
Teen Fictionهاربة من الدماء مبتعده عن عالمها و عائلتها تاركه خلفها ذنب لا يغتفر .. ذنب جعل كل من عائلتها يحكموا عليها بالإعدام لتموت و هي ما زالت على قيد الحياة .. ليخرج لها هو من العدم لينير عالمها و يدخل الحياة لقلبها من جديد .. لكن ماذا لو علم بسرها .. هل...