15 : الأميرة

72 10 3
                                    

إمرأة من سلالة الضوء تختزل النور في عينيها.

في حين كان هو يقود السيارة بتركيز عالي و هي تسترق النظر له بين الحين والآخر ..  لاحظت كم كان مستاء و لربما هي تشعر بما شعر به ففي نهاية المطاف هما قد فقدا حبهما لكن كل منهما بطريقة مختلفة و عذاب مختلف

بعد ما أن بقي صامتا طوال الطريق ركن ألكس سيارته بجانب شقة ماري ما جعل ماري تنظر له قبل أن تخرج من السيارة

"أشكرك على الطعام ألكس و اعتذر ... "

لم يدعها ألكس تكمل كلامها حيث قاطعها حين قال

"لا عليك ماري كان لا بد أن تعلمي بالأمر "

ليصمت قليلًا قبل أن يعود ليتابع كلامه

"كوني بخير ماري ولا تنسي أنني هنا لو احتجتي لشيء لا تترددي بالاتصال بي "

هزت ماري برأسها و هي تبتسم لتفتح باب السيارة و تخرج منها و قبل أن ينطلق سمع ألكس عدت نقرات على النافذة لينظر و يرى أن ماري قد عادت مجددًا أخفض النافذة و هو ينظر لها بتسأل لتقول و هي تقرب رأسها قليلا من النافذة

" أنت لم تخبرني كيف علمت بوجودي هنا و بأمر العمل "

ليغمزها ألكس حين أجابها و هو يبتسم

" أخبرني القدر أن هناك فتاة تائهة في هذه المدينة فأتيت لأكون دليلك و لربما رئيسك  "

اتسعت ابتسامة ماري حين كرر لها ألكسندر ذات الكلمات حين لتقت به في مدينتها لتبتعد عن سيارته و هي تلوح له بيدها و تختفي تدريجيا خلف باب العمارة

فتحت باب شقتها و دخلت بهدوء للداخل لتنير جميع الأضواء فهي لا تزل تشعر بالخوف لوجودها بمكان غريب لا تعرفه ..

لطالما كانت تخشى المكوث بمفردها في الليل لذلك تعمدت اختيار شقة صغيرة كهذا كون المنازل الكبير و الفارغة تشعرها بالخوف

خلعت معطفها و من ثم حذائها و بدأت تسير داخل شقتها الصغيرة تتأكد أن جميع النوافذ كانت مغلقة بشكل جيد

ما أن أنهت جولتها و تأكدت أن كل شيء كما تريده أخرجت ثياب النوم الزرقاء لترتديها بعد ما أن استحمت و تجهزت بشكل كامل للنوم

استلقت داخل السرير لتمسك بهاتفها و تتجه مباشرة إلى معرض الصور .. الملف الأول .. ضغطت على الشاشة ليفتح ذاك الملف و تفتح معها جميع ذكرياتها

ما زالت تواجه صعوبة عالية في النوم .. ما زالت تشعر بالحنين لوجوده معها و سماع صوته الذي كان يغمرها بالدفء و الأمان طوال ليلها ..

أغمضت عيناها قليلًا لتستحضر صوته الدافئ داخل رأسها

****

" هيا ماري حان موعد نومك "

القمر الدموي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن