CH1 : لَيْلَةٌ فِي لُنْدُن ْ

615 28 228
                                    

"مهما تقاطعت طرقي ... فسأصل إليك .."
✨✨✨

بريطانيا ... لندن ...23:34

.

.

.

انطَلتْ نفْس الحِيلة عَلى والدِتها كالعَادة ...لتفْتَح هي عينَيها بمَهْل ترَاقِب سَقْف غُرفَتها الأَبْيَض بشُروُد تفَكِر...تُفَكر لكِن بدُون إجَابَة ...وَصَلتْها رِسالة لهَاتِفِها ؟

ابْتسَمَت بمكْر نَهضت مِن سريرها لتقعْ عينَياها عَلى أخْتها فِي السَريرْ جوَارَها قبَّلتها فِي جَبينها بحنانٍ لتهْمسَ بإنجْليزِية هاَدئِة قُرب أذنهَا

"أَسِفَة لَكِنْ هَذَا هُوَ قَدَري "

غيرت ملابسها لأخرى سوداء ملائمة لمهمتها حملت حقيبتها تسندها على جذعها الأيمن ورافعة كعبها العالي الأسود كي لا يحدث ضجيجا ينبه أهل الدار عن وجود متسلل ...بعد خطوات هادئة غير مسموعة وصلت لآخر عقبة في المنزل الصغير المتواضع وهي غرفة والداها ...والدها لديه مستشعر لاقل الحركات ... لكن ليس عليها

وصلت لباب الخلفي للمنزل المار بالمطبخ خرجت بسرعة وبدون احداث ضجة اغلقت الباب بمهل للتتكأ عليه وقال بهمس ساخر

"يا السخرية أصعب مشاكلي هو الخروج من المنزل "

هندمت ملابسها بًرقُيَ لتلمح تلك السيارة في نهاية الَشّآرعٌ بالتأكيد ستراها لأنها شاذة عن محيطها في حي متواضع في أطراف لندن سيارة سوداء فخمة مركونة ... بالطبع لهذا هي شاذة ..

اقتربت منها بخطوات شامخة وكعبها فقط من يكسر هدوء الأجواء وصلت للسيارة ليزل شاب في مقتبل العمر يفتحها لها تجاهلته تجلس في المقعد الخلفي كعادتها

أما هو فجلس في مقعد السائق مديرا المحرك متوجها نحو وجهتها

الصمت كان الراكب الثالث طوال الرحلة لا هو سأل ... وهي تعشق الهدوء ... فتحت النافذة جوارها سامحة لرياح مدينة الضباب باللعب بخصلاتها الكحلية تارة تصفعها بها وجنتها وأخرى تعود للوراء
استمتعت هي بحركة النسيم لتظهر ابتسامة خافتة لا تٌرى لكنها فاتنة جدا ...
أخرجت إحدى حبيباتها تشعل طرفها بقداحتها الذهبية ...
لتطرح هي دخانها الذي امتزج مع الرياح خارج السيارة
ليأتيها صوت الأسمر في الأمام بنبرة رسمية لظاهر لكن من يدقق معها سيلمس نبرة العتاب و الأسى ..

"أمازلت تدخنين أنستي"

قلبت عينيها من عناده المعتاد لوكان شخصا أخر لما تأخرت في قذف رأسه من النافذة لكنه في النهاية سام ...

لذا قالت بنبرة هادئة وبرود ظاهر ولم تزح عينيها عن النافذة يسارها تراقب السّيارات النادر مرورها و الأشجار التي يصعب لمحها

لَا تَعْلَمْ ... كَالعَادَةَ .Where stories live. Discover now