CH11: ضَرِيبَةُ الدَم

69 6 32
                                    

🌟🌟

.

.

.
لازالت على حالها منذ مدة رأسها يتوسد الطاولة وأعينها تراقب الفراغ بتمعن ..تطالع حسابات غير ظاهرة لاحد عداها ..تحصى أنفاسها التي مرت ..

و تحصي انفاسها الباقية ..لم تعلم كم مرة من الوقت وهي على هذه الحال ..حتى ان صاحب المطعم قد اقترب مرتين يتأكد ان كانت على قيد الحياة..فشخص مثل حالها الان من المستحيل ان يكون على قيد الحياة ..

" سيدتي ...ارجوك .."

اه نسيت سام الذي لم يبرح مكانه من ساعة وهو يحاول التقاط اشاراتها ليعيدها لوعيها وعالمها الذي تفر منه ..وهل يفر السجين من جلاده ...بالتأكيد لا ... وعالمها هو جلادها ..

" سام .. دعني لحالي قليلا ..اريد بعض الهدوء .."

لقد كررت هذه الجملة لدرجة الحفظ خلال الساعة التي مرت ..ومهما كان الاسمر رزينا طويل البال ..لكنه لا يتحمل رؤية سيدته في حال مماثل ..

أمسك ساعدها بقوة غير مؤذية يجرها خلفه ..وهي كالمنومة تسير معه تطالع مكان جلوسها السابق ..يجرها خلفه ..وهي تتمتم بكلمة واحدة ..'قاتلة' هذا ما خرجت به من جدال طويل بين قلبها وعقلها ..انت قاتلة ..قتلتهم ..هذا ما أنت عليه ..

اخفضت رأسها حالما سلطت عليه انوار المطعم خارجا ..امسكها بهدوء يدخلها لسيارة في مكانها من ااخلف ..واتجه لمقعد السائق ...يسوق بهدوء ..يرسل نظرات يحاول الاطمئنان على حالها من المرأة ..

وهي رمت رأسها على زجاج النافذة ...تطالع الشارع المكتظ ..قبل لحظات في زمنها او ساعات في زمنا ..كانت تود معرفة الجواب ..هل ادوارد هو اندري ..اما الان تمنت الموت قبل ان يمتزج محيطهما معا ..هل كان من الصعب عليه ان يبقى في الخفاء لما بقي من حياتهما ..لما عاد وبعثرها وخرج كأن لا شيء حدث ...

زفرت للمرة الثالثة ..لم تستطع التحمل ..اخرجت احدى سيجارتها لتقبل شفهاها بأذية اشعلتها وراحت تستنشق سمها بمهل ..كأنها تراهن رئتها ..توقف ان استطعت ..

" سيدتي.."

"اصمت سام ان كنت تريد الحفاظ على حياتك .."

مجددا ..تعود لكلمة القتل ..الا يوجد في رصيدك كلمة اخرى ..من فضلك اخبرني هل انت مجبور على قتل الجميع ..هل مستعد لقتل من حولك فقط من اجل بعض الهدوء ..

" سام ..اخبرني لما انا القاتلة في قصتهم ؟"

"سيدتي ..ارجوك توقف عن التف..."

"اجب ..".

لا اريد سماع موشحاته لا اريد سماع الزيف ..اريد الحقيقة ..اريد معرفة من انا ؟
عن عليلها يا سادة ..من انت سؤال سهل ..لكن حله منقطع الوجود عندها

لَا تَعْلَمْ ... كَالعَادَةَ .Where stories live. Discover now