CH10: وَدَاعُ قَلْب

65 5 35
                                    

✨✨✨
.
.
.
الانتظار ....
صعب جدا أن تراقب ما حولك بعينين تقطران دما ..رغم أن البعض يظنها دموعا او حتى قطرات ندى ارتطمت بعينيك فأدمعتها ...
او أن جسدك يرتعش رهبة وخوف  فيظنها البعض الأخر ريحا عاتيا هزت بدنك ...
ان تراقب وقت اعدامك بساعة هاتفك يظنك البعض مشغولا بظرف طارئ غير عالمين أن حياتك وأنفاسك على وشك النفاذ مع آخر ذرة رمل تسقط من الساعة ...
أن تواصل الضحك بقلب ميت ...لا خضرة فيه ..
وتواصل الابتسام وفكك يرفض الانصياع ...
رغم كل هذا تواصل الجلوس بكل هيمنة وبجبروت وسط من حولك ...الانتظار صعب فما بالك بانتظار العقاب ..
.
.
.
كما هي الآن ..حالتها تجلت في هذه الكلمات ...هي تنتظر العقاب ..ويا ليتها تناله لترتاح ...
نزلت بظهرها المستقيم الذي لا يعوج ..شعرها ينساب للخلف بحرية على الأقل شيء منها وينتمي اليها حر وهو حي ...
وصلت حيث يجلس الجميع ...
والدتها تحيك الغزل على الأريكة وكوب قهوة ساخنة يتربع أمامها ...
اختها تغلل يدها في خصلات شعر الأدعجي النائم في حضنها وهو يشاهد التلفاز ..ويدها الأخرى مشغولة بالهاتف ...
ابتسمت الكبرى بهدوء ...جو العائلة التي حرمت منه ...
طرقاتها جذبت انتباه الجميع ليلتفت كل الجالسين اليها ...لم تبدي أي ملامح وجلست في أريكة منفردة بعد أن سقت لنفسها كوب قهوة سوداء كشعرها وقلبها كما يراه الجميع ...
أخيرا فرقت شفتيها الكرزيتين للكلام لتقول بعد ٱن ارتشفت أول رشفة من كوبها وهي تستمتع بمذاقها المر وهل هناك من يعشق القهوة مثلها ...لا أظن

" لكم المجال اسألوا ما تريدون .."

"أين كنت وماذا كنت تفعلين .."

"كيف مات أبي أندي ..."

"هل تعرفين الفاعل ..."

رغم أنه الواضح أصحاب الأسئلة فالٱم تسأل عن مكان مبيت فلذة كبدها وعما كانت تفعل في أيامها السابقة ..

والصغير يبحث في معجمه عن كلمة 'مات' التي كثر استعمالها حوله في الأونة الأخيرة ..ليعلم أن الموت هو الذهاب بلا عودة ..فقد صار بلا والد ..لكن كيف مات وكيف ذهب ...هذا ما لا يعلمه ...

والأخيرة الشقراء ..تريد الثأر ..تريد غريمها ومغتال والدها ...لماذا قتلوه ..ماذا فعل لهم كي يطردوه من قائمة الأحياء هو الآخر ...

أغمضت عينيها بضعف كيف ستجيبهم ..أسندت رأسها على ظهر الأريكة لتقول مجيبة عليهم واحدا تلو الآخر ...

" كنت في ايطاليا ..ولي فيها بعض الأعمال ..باختصار اعمل مع جدي .."

شهقة والدتها الآن لم تخفها ولم توترها فقد كانت مستعدة لردة فعل مشابهة لتكمل دون أن تفرج على نهرها

" صغيري والدك ...قتل ولن أكون أختك ان لم أستخرج قلب قاتله .."

شهقتان الآن ...الضغط يزيد شدت على عينيها كي لا تضعف ان رأتهم ...وأكملت تجيب على الٱخيرة ..

لَا تَعْلَمْ ... كَالعَادَةَ .Where stories live. Discover now