sixteen

71 13 0
                                    

هذه ثالث مرةٍ أقف فيها أمام المرآة و أعاود تكرار الكلام الذي سأقوله بأكثر النبرات إلحاحاً ..
أفرك صدغي وأقنع ذاتي بأني سأستطيع إقناعها

نعم سأنجح أشجع نفسي!

يقطع حديثي الخاص
الاتصال السابع لهذا اليوم من الأحمقين كويلا ودارك فكلاهما يريدان مني ذات الشيء وكل واحدٍ منهم له هدفٌ غير الآخر ولو اتفقت وسيلتهما وأراهن بأن أحداهما لا يعلم بأن الآخر طلب مني ذات الشيء

في الحقيقة كلٌ منهما يريدني أن أقنع سيريا بشيءٍ ما وبالتأكيد سأفعل

وبالحديث عن سيريا فهاهي تخرج من مبنى الشركة بعد يومٍ طويل
يقطع شرودها وقوف سيّارةٍ سوداء أمامها وهاهي نافذتها تنزل وتظهر من خلفها ابتسامة دارك الواسعة
باتت هذه الفعلة عادةً لدارك فهو شبه يومياً يأتي لاصطحاب سيريا دون أن تطلب منه ذلك وككل يوم تشكره وتخبره بأنه يعذب نفسه من أجلها وبأنه لا داعي لذلك ولكنه بالتأكيد لا يستمع
وقد بدأت سيريا تغير انطباعها الأول عن دارك فهو يعاملها كأنها زهرة يخشى عليها سقوط بتلاتها ويحدثها برقة ونعومة
يبتسم بلطف كلما رآها وهي كما عادتها مع الجميع تبادله بظرافة
ولكن اليوم وعلى غير العادة سيريا لم تكن مبتهجة ركبت السيارة بجانبه ووضعت حزام الأمان خاصتها بضجر فمسح على رأسها بحنوٍ وسأل
ما بال عزيزتي اليوم؟
تنهدت حينها هي بحنق وأردفت حارسي  الشخصي
لقد تركني!
لقد تخلى عني
وكانت تحرك يديها بعشوائية
وأكملت لقد رجوته أن يخبرني لما سيغادر ولكنه اكتفى بقول أنه غير سعيدٍ في هذه الشركة
وبقيت وحيدة
والأسبوع القادم فترة جولاتي حقاً لا أستطيع البقاء دون حارس
قهقه دارك بخفة على وجنتيها التي نفختها تعبيراً عن غضبها ولم يزدها ذلك إلا لطافة
وقال هذه مشكلتك ؟
بسيطة !
سيكون الحارس الجديد غداً بانتظارك
نظرت له ببلاهة وقالت مهلاً ماذا ؟
ثم انتحبت قائلة إلهي عالم الأغنياء الأمور لديكم بسيطة للغاية !
وضع يده على رأس الكرسي الخاص بها وأردف كلا سيريا يا ليت همومنا كلها هي عبارة عن حارس شخصي يود أن يرحل
وفكر في ذاته أشعر بأني بت مقرباً ما يكفي من سيريا فسألها الآن السؤال الحامي الذي يشغل تفكيري منذ وقتٍ طويل
اعتدلت بجلستي وأوقفت السيارة على يمين الطريق ونظرت لها فرفعت عيناها الساحرة نحوي تسألني بها ما خطبك
اقتربت من وجهها وقلت سيريا كيف تعرفتي على كويلا
أجابتني في فلوريدا
أومئت و قلت بخفوت هل تعرفتما بشكلٍ طبيعي أم ...
ربما.. اختطفك؟
قهقهت على تفكيري مما جعلني أنظر نحوها بدهشة وأكملت بطبيعية لا لاشيء مما تفكر به بيننا
في الواقع بيننا أنا وكويلا مجرد عقدٍ على الطرفين الالتزام به حتى تنتهي المدة المحددة وأكملت قبل أن أقاطعها وأنا لا أستطيع أن أخبرك زيادة ولا كلمة لأنه بيني وبينه فقط
ثم وضعت شعرها خلف أذنها 
وأردفت بهمسٍ لطيف آسفة
أومئت ببساطة وأكملت طريقي وقد كان بيننا صمتٌ مزعج قطعته بابتسامة تتبعها كلمة شكراً على التوصيلة
ومجدداً لا ترهق نفسك بي وبتوصيلي
وأخيراً شكراً على الحارس
وإلهي كم هي مميزة وأنا أعنيها حقاً فحتى باب السيارة
تغلقه بطريقة طبيعية ولا تصفعه صفعاً كباقي الفتيات
توقفت أنتظرها حتى تختفي عن عيناي
وتدخل الفندق
ولكو لحظة هاهي تعود للخارج مرةً أخرى تلوّح لي فأصرخ لها حتى تسمعني وأقول ألن تدخلي
ترفع يديها على شكل حرف اكس بالإنكليزية  وتكمل لا أنتظر أحدهم بالفعل
أومئ لها بخفة فتودعني قائلة اعتني بنفسك 

زُمُرُّد .. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن