#3بين أحضان الأزرق...

64 10 19
                                    

قد يظن من يقرأ هروبي، يقرأ سطوري، وطريقة وصفي للأمور أني محتجزة... أني رهينة قد اختطفني مجرم ما... لكن قصتي وما فيها أن الحياة تجبرني، الناس، المجتمع، عائلتي... كلٌّ يحركني بهواه، فأنا لست رهينة عادية، بل أنا رهينة الحياة...

أُجبرت أن ارضخ لما لا أرضى، وما زلت حتى اليوم دمية مملوكة يحركونها كما يشاءون...

...

أدرك جيدا أن غذا سيكون كابوسا، أفكر في سبب يجعلني اتحمل هذا ولكن...
ٱه!!، وعدتها أني سأبقى هنا، ولكن لا ضير في شم بعض الهواء النقي، فأنا أكاد أن أختنق.

خرجت.
نعم، فلم أعد أقدر...

أغمضت عيني أشعر بملمس النسيم البارد على وجهي، شعرت به يتغلغل بين خصلات شعري، يحركه ويعطيني جرعة مثلجة من البهجة...
استنشقته وأحسست به بين أصابعي، ثم نظرت للافق أتأمل جمال المنظر...

يا له من

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يا له من... مسرح جريمة ممتاز *بضحك*.
يبدو أني أُجَن شيئا فشيئا..
فالمكان يخطف الأنظار لكن هذا كل ما طرأ علي من وصف..
يبدو رائعا!، كيف يعطيني شعورا بالراحة والدفئ، ولكن في نفس الوقت أحس بالخطر وشيء من الخوف...
هذا المزيج... ببساطة كامل..

تركت خيالي يجول بين أطراف السحاب، وأخذت أمشي بخفة ألامس جانب السفينة بيدي...
بقدر ما لا أحب البحر، فهو المكان الوحيد الذي يشعرني بالحياة.
أستنشق الهواء، ألعب بأكتافي، أسترخي...
هذه البساطة هي سعادتي...

أنظر للأسفل فأرى عتمة شديدة... وأريد بشدة أن... أُلقي بنفسي فيها...

أريد... أريد أن..

صرخت بأعلى صوتي لا أدري ما يحدث

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صرخت بأعلى صوتي لا أدري ما يحدث..
أنا محاطة بالماء... وكأن شخصا ألقى بي في البحر فجأة... ماالذي يحصل؟!...

انا داخل البحر، واستمر بالنزول لأعماقه شيئا فشيئا، لا أرى شيئا ما عدا الظلام، ولا أقوى على المقاومة، كيف وصلت الى هنا وكيف سأنجو؟.

مازلت أحاول استيعاب ما يحدث، ومازلت احاول النجاة.

مازلت أحاول استيعاب ما يحدث، ومازلت احاول النجاة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هنا...

تحت أعماق البحر، حيث العتمة تغطي المكان، لا يُسمع إلا أصوات هادئة خافتة، ولا يُرَى إلا خطوط متسللة من أشعة الشمس استطاعت اختراق المياه وافساح فراغ لنفسها بين الامواج العنيدة...
أرفع رأسي للأعلى ورأى كم أن المكان عميق، كم أنني في مرأى عن اليابسة والحياة البشرية، كيف أنني محجوزة في عالم أزرق، تغلفني المياه من كل اتجاه، كيف أنني قد تنفذ أنفاسي وأغرق في أية لحظة..
لكنني ولسبب ما لست خائفة، لست حائرة، لست أريد أن يتم انقاذي...

فهنا وأنا بين قبضات الموت، أشعر... بالحرية، وكأنما أنا أطفو، أشعر بالخفة، أشعر بالمياه تحملني وتحررني من قيود الجاذبية، لا بل من قيود العالم... يمكنني هنا أن أطلق العنان لجسدي وأدعه يرتاح ويطفو... اطلق العنان لعقلي وأدعه يستمتع بالمنظر الجميل دون تفكير...

أشعر ولأول مرة أني حرة...


يدان أمسكتا بخدي، وعينان بنفس زرقة البحر التقتا عيناي... هل أتى لانقاذي؟... وأخيرا سأنجوا...

"ششش، اهدئي..." قال صوت هادئ.
"ولنحبس أنفاسنا معا، جميلتي".

أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا ||• 💙 Љ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن