#8ثاني لقاء بيننا...

39 5 21
                                    

كنت أمشي كالمجنونة، علامات الدهشة تملأ معالمي بينما أدفع الاقمشة البيضاء بعيدا عني... لكن يا الهي إنها لا تنتهي... كنت أُبعد واحدا لأجد خلفه ٱخر، وفي كل اتجاه اذهب تقابلني... كل شيء أبيض...

هل فقدت عقلي حقا؟!.

بعد مدة من المحاولة شعرت أنها كانت لساعات، وقفت دون حراك أنظر حولي، أحاول رغم غرابة الأمر أن أستوعب ما يحدث.
كانت الأشرعة تحيط بي من كل اتجاه بينما أنا وسطها، أقف لا حول لي ولا قوة، أنظر من حولي باستغراب شديد.

خيال أسود ظهر فجأة ليقطع حبل أفكاري، كان يقف في مكان ليس ببعيد عني، أدركت مباشرة أنه هو، فما إن لمحته حتى اسرعت باتجاهه، مبعدة الأقشمة عن سبيلي، ولكن مرة أخرى... اختفى...
بحيرة وقلق التفت حولي أبحث عنه، وهاهو يظهر مرة أخرى في الجهة المقابلة... ومجددا تبعته، أشق طريقي بين الأشرعة، أسرع حتى ألحق به قبل أن يختفي مجددا، ولكن... كالعادة ومرة أخرى اختفى في رمشة عين...
وقفت أمرر يدي على شعري بنفاذ صبر، سوف يجن جنوني ان بقي الأمر على هذا الحال، لم أعد استطيع... انه في كل مكان، ولكنه في نفس الوقت غير موجود، يمكنني أن أراه، ولكن لا أن أصل إليه... هل هو حقيقي أم انني أفقد عقلي؟.

وفي وسط حيرتي ودهشتي، شعرت باحساس مفاجئ... وكأن شخصا يقف خلفي، لا بل في مقربة شديدة مني...

أردت أن أنظر ولكني لم أتجرأ، تصمرت مكاني أحس بالقابع خلفي يقترب أكثر، حتى باتت أنفاسه تلامس كتفي، وأصبحت أحس بحرارة جسمه على جسدي...
تنفست بعمق لا أدري ما أفعل، ها هو وأخيرا في مقربة مني بعد أن سكن تفكيري لأيام، وبحثت عنه لوقت طويل، ولكن لسخرية القدر ما زلت لا أستطيع رؤيته، أقسم أن هذا جنون...
كانت أنفاسه تلفح جلدي، وهالته المظلمة تملئ كياني... ولم يسعني إلا أن استسلم لسحر اللحظة... مرة أخرى...

شعرت فجأة بيد تلامسني... بلمسة خفيفة، وحركة رقيقة، تحركت يده من كتفي، تمر بهدوء وبطء شديد على طول ذراعي... تلك الاصابع تتحسس بشرتي وتلامسها بلطف ورقة... ترسل بذلك شرارات الى كياني، وتعطيني احساسا غريبا وجميلا في نفس الوقت...
حتى وصلت في النهاية إلى يدي، فجعلها تستقر على راحة يدي، ثم شابك أصابعنا معا...

أحسست بأغرب شعور... كيف أني في حضرته أدخل عالما ٱخر، وأغرق في أحاسيس غريبة، كيف بين أحضانه أنا أستسلم وأصفن، وأجد نفسي في لحظة سجينة للمسته وحركاته...
لا أفهم كيف ولماذا يحصل هذا، ولأول مرة لا أريد أن أفهم بل أريد فقط أن استمتع بهذا الحلم الجميل...

فجأة، استقرت يده الأخرى على رقبتي، تبعد برفق خصلات شعري، وتضعها خلفي، اغمضت عيني أحس بدفئ لمسته... وهو يحرك شعري ويلامس رقبتي... شعرت بيده على بشرتي.. ومجددا ان هذا الاحساس سيقتلني...

تنهيدة عميقة تركت جوفي، وعبرت عن حالي، فقد تسارعت أنفاسي في هذه اللحظة على غير العادة، وتسارعت معها دقات قلبي... كيف لا وأنا الٱن أحس بشفاهه على رقبتي...
طبع عليها برفق ودون سابق انذار قبلة طويلة، لم تنتهي في لحظتها بل استمرت حتى شعرت بروحي تغادر جسدي...
ففي جهة كانت أيدينا متشابكة معا، وفي الجهة الأخرى كان يقبل رقبتي برفق...
وانا وسط هذا غارقة في أحاسيس لا أقدر على وصفها...

لم أشعر وذاك الاحساس يملئ جسدي، إلا وأن أرجعت رأسي للخلف، بينما عيناي لازالتا مغمضتين...

بينما استغل هو الفرصة حتى يغوص أكثر بقبلته في رقبتي، ويدفن وجهه فيها...



أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا ||• 💙 Љ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن