#15لقائنا تحت الماء..

12 1 1
                                    

....

مر شريط حياتي أمام عيني... أنا لم أعش، أنا كنت ميتة، لا توجد أي لحظة تستحق التمسك بها... كم أن هذا مؤلم... مؤلم وبشدة...

بدأت عيناي تنغلق تدريجيا، وبدأت في فقدان الوعي، بينما أنزل لعمق البحر أكثر فأكثر... هذه هي النهاية...
عشت حياة لم أرضاها والٱن سأموت...
عشت مجبرة مكروهة.. عشت حياة لا تستحق العيش... والان كل شيء انتهى...


ولكن وأنا أفقد حياتي، وأنا بين قبضة الموت، جاء من ينتشلني منها...
أحسست بنَفَسِي وقد رجع إلي، يمكنني التنفس الٱن!. مازلت أشعر بالمياه حولي، اذن أنا تحت أعماق المحيط، فكيف أستطيع التنفس؟...
رجعت الروح إلي، فانفتحت عيناي لأرى شيئا غريبا... توسعت عيناي بشدة ما إن لمحت شخصا ما على مقربة مني، لا بل ما كان يمكنني رؤيته في تلك اللحظة هو جسده أو بالأحرى صدره ملتصقا بوجهي... ماذا يحدث؟!!...
شعرت بشفاهه تلامس جبهتي... كم أن هذا غريب!.

ما إن انتهى من قبلته حتى نزل لمستواي يقابلني ويمسك بيدَيَّ الإثنين بين يديه. نظرت إليه بدهشة فلأول مرة انا أرى وجهه بوضوح تام، ويا الهي، إنه رائع الجمال... إنه مذهل!!...

أخذت أتأمل معالمه بعمق لا أكاد أصدق أني أراها بعد طول انتظار... لا أصدق أني أخيرا وصلت لغايتي، لا أصدق أني إلتقيت بمن سكن تفكيري وسرق في تلك الليلة قبلتي الأولى.. ولا أصدق كم هو رائع الجمال...

استقر نظري بعد برهة على عينيه اللتان كأنهما من حكاية خيالية... فعينان بهذا الجمال لا يعقل أنهما حقيقة...


كان كلانا يسبح تحت البحر، تغلفنا المياه من كل اتجاه، خصلات شعره البني اللون تطفو بشكل جميل، وعيناه الزمرديتان تحدق بي، في مشهد جعلني أنسى حواسي... وأنسى أني قبل بعض دقائق فقط كدت أفقد حياتي...

كنا ننظر لبعضنا دون توقف، في جو جمع بين الغرابة والجمال... لم أشعر بالوقت يمر وأنا غارقة في النظر إليه... لا أصدق الذي يحصل...

وفي وسط هذا، مَدَّ يده في إتجاهي، ثم ببطء أبعد بعض خصلات شعري عن وجهي، بينما كنت أحدق به مسحورةً تماما، ليضع في النهاية يده على ذقني يرفعه ليقربني أكثر، ولتقابل عيناي عيناه... وينظر كلانا الى بعض بهيام...

ذبت أنا في سحر اللحظة، ولم أعد أكثرت لما يحدث أو قد يحدث فقد أسرَ هو كل حواسي... لم أُرِد لهذا أن ينتهي، بل أردته أن يستمر... يستمر للأبد...

"هل هو حقيقي؟، أم أنه جزء من خيالي؟..
هل هو عقلي يخلق مهربا ليجعلني أشعر بالتحسن؟، هل هي رغبتي في الحرية تخرج على شكل انسان حر، يجعلني أسعد بمجرد رؤيته ولمسه؟... أم أنه حقيقي؟..."

"أنا حقيقي"، صوت ما رد علي، ولكني أسمعه داخل رأسي.
نظرت الى ذي العيون الزرقاء، هو لم يفتح فمه، أو يُحَرِك شفاهه على الإطلاق، ثم نحن تحت البحر، اذن فمن قال هذا؟.
"يا الهي ما كان هذا؟!!" فكرت مع نفسي، ثم نظرت حولي أتساءل: "أنا في أعماق المحيط فكيف بحق السماء يمكنني التنفس بشكل طبيعي؟، هل مِتْ؟".
ما إن قُلت هذا حتى ظهرت ضحكة على وجهه، تلاها نفس الصوت الجميل يرد عليّ:"لا أنت لم تموتي، لن أدعك تهربين مني بهذه السهولة".
توسعت عيناي لسماع هذا، لم أدري ماذا أظن حتى، كل شيء في هذه اللحظة غريب ولا يُصَدَق. ما الذي يحصل؟...

أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا ||• 💙 Љ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن