"ببساطة؟!، ببساطة؟!.. الأمر ليس بهذه البساطة أيتها الجميلة، فلا يمكنك أن تختاري فقط حسب أهوائك ما تريدين ولا تريدين. أنا لست هنا لأحقق أحلامك بل لأجعلك تتعلمين وفقط!!!"، قالت بغضب، تجمع الكتب من على الأرض، ثم أكملت بعد أن وضعتها بقوة على المنضدة، مصدرة صوتا قويا:
"أنت يتم تجهيزك لتصبحي زوجة، هذه هي القواعد وهذا هو المطلوب منك. فان لم تفعلي هذا ولم تنجحي في جذب عريس جيد فاعرفي يا عزيزتي أن حياتك قد ذهبت في خبر كان، فالزوج الجيد هو من سيضمن مستقبلك ومدخولك. هل تريدين البقاء وحيدة وأن تعيشي في فقر مدقع؟، أم أنك تظنين أن ثروة والدتك ستدوم لك للأبد؟. اذا كانت ستدوم فلماذا تحاول امك جاهدة تجهيزيك للزواج؟، هذا لأنها تعرف أن مستقبلك يعتمد على هذا بينما تضيعينه أنت بتصرفاتك هذه".
كنت أنا استمتع لحديثها القاسي، بينما لا أتفوه بأية كلمة، فقد أدركت في لحظة أن كل ما تقوله هو للأسف صحيح وهذا ما ٱلمني وأحزنني أكثر.
"عليك أن توقفي هذه التفاهة وتبدأي في أخذ الأمور يجدية قبل ان تدمري حياتك بنفسك، وتندمي كثيرا.... يمكنك العودة لغرفتك الٱن، سأعطيك اليوم راحة، ولكن لا لأن ترتاحي بل لتفكري جيدا فيما قلته، وتفهمي أنه واجب عليك القيام بهذا وليس اختيارا... هيا، أراك غدا". قالت مارثا هذا قبل أن تغادر وتتركني في صفوة أفكاري، الحزن يغلف كل جزء مني.
حملت نفسي، واتجهت الى غرفتي، بينما كان كل ما قالته يعاد في رأسي... أنا أدرك جيدا أنه صحيح، وصحيح جدا وأنه ليس لي اختيار، ولكن حاولت طول هذه المدة اقناع نفسي بالعكس، والإيمان بأفكاري الخاصة، ولكن اصطدمت بالواقع المرير، وحقيقة أني مجبرة على عيش حياة لا أريدها.
دخلت الغرفة ورميت نفسي على السرير، كنت حزينة للغاية لكن لم أستطع البكاء، بل كنت فقط كالجثة الهامدة مرمية على الفراش، وكأن روحي لم ترد أن تبقى في جسدي فقد ذاقت مرارة الحياة، ودُمرت أحلامها في لحظة، وأدركت أنها تعيش لغيرها لا لنفسها.
كيف يمكنني تقبل فكرة بيع نفسي لأغلى مساوم، لا بل وعلي تجهيز نفسي أولا وتغيير طباعي وتصرفاتي حتى أجذب المشترية وأزيد سعر بيعي، أشعر بالذل والانكسار، وأشعر بالظلم بشكل لا يصدق.وأنا هائمة في أحزاني، دق شخص ما بابي. لابد أن أمي سمعت أني في راحة فجاءت لتفسدها علي، أنا لن أفتح.
استمر دق الباب لدقائق، وكأن هذا الشخص ليس له شيء أفضل يفعله، بينما تجاهلت أنا الأمر تماما.
لكن بعد مدة نفذ صبري، فقد ٱلمني رأسي من شدة الطرق، وقررت فتح الباب.فتحت الباب لأتفاجئ برؤية سيلفيا، انها ٱخر شخص أريد رؤيته وأنا في هاته الحالة. يبدو أن أمي ليست الوحيدة التي تسعى لتعذيبي نفسيا، بل هناك من هو أسوء منها.
هذه الفتاة الماكرة لم تأتي لرؤيتي حتى عندما مرضت بشدة قبل أيام، لم تطأ قدمها غرفتي حينها، فهي لا تأتي إلي ابدا، اذن لما جاءت الٱن؟
"هل مازلت هنا؟" ، قالت سيلفيا باستغراب، مشابكة ذراعيها.
"ماذا تعنين بهذا؟، لا وقت لدي لتفاهاتك فتحدثي بسرعة وانقلعي".
"يبدو أنك لم تسمعي بما حدث. دائما ما تفاجئينني يا أختي بقدرتك العجيبة على خلق المشاكل. انها مذهلة فعلا!".
"ها قد بدأت، يا الهي!. اذا لم هناك شيء مهم لتقوليه اذهبي". قلت بغضب، بينما أغلق الباب، ولكنها مدت يدها ومنعتني من ذلك، لتقول:"أوليفر".
"ماذا؟!. ما به اوليفر؟، وكيف تعرفين عنه انت؟".
"وكيف لن أعرف عنه بعدما حصل؟. لقد سببتي مشكلة كبيرة للولد المسكين".
"مشكلة!، عن ماذا تتحدثين؟".
"تدخلين حياة الناس فتسبيين مشاكل كبيرة لهم، ياالهي كم هذا مخيف".
"تحدثي أيتها المزعجة أو انقلعي من هنا، ودعيني اكتشف ماحدث بنفسي".
"حسنا، لا تكوني قليلة الصبر... بعد أن قامت حضرتك باعطاء عائلته مالا للعلاج، بطريقة ما، سمعت عصابة سطو عن هذا، ويمكنك تخيل البقية".
"تحدثي ما الذي حصل!".
"استعملي عقلك، لقد تم السطو عليهم وايذاهم أيتها الذكية".
"غير ممكن!!".
"بل ممكن جدا. الطفل المسكين، أتساءل كيف حالته الٱن. لا بد أنه تأذى كثيرا".
"اه!!، كيف حدث هذا؟!. علي الذهاب لرؤيته"، قلت بقلق وخوف شديدين، ثم خرجت جريا أتجه إليه.
بدأتُ أجري كي أصل بسرعة أفكر في حالة الولد المسكين، وهل تأذى؟، شعرت بنوع من تأنيب الضمير، فلو أني تركت حتى وقت لاحق وتبرعت بالمال له لما حدث هذا، لما تأذى الصبي وعائلته.
.
..
لا أصدق أن هذا يحدث!!...
أنت تقرأ
أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا ||• 💙 Љ ..
Romance"أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا 💙" 🥹 القصة فيها رشة صغيرة من الفانتازيا... البطل يمزج بين أحلام وواقع البطلة، تراه في أحلامها ولا تعرف هل هو حقيقة أو خيال، وهل هو موجود أم أنه مجرد تهيئات جميلة... ويقودها الأمر حتى إلى الشك في صحتها النفسية 🖤.. I h...