#5حلم أم حقيقة؟

55 9 41
                                    

فتحت عيني واذا بي مستلقية على سريري. كيف وصلت الى هنا؟ هل كان هذا حلما؟... لكن لحظة، ملابسي!! انها مبتلة تماما، شعري، وملاءات سريري كلها مبللة كأنه تم تغطيسها في الماء!.

كيف لشيء كهذا أن يحدث؟ أين المنطق في الأمر؟ منذ لحظة كنت في عمق البحر أسبح... لا بل أغرق، وحولي المياه من كل اتجاه، حتى أني شعرت بها، شعرت بكل ثانية، بكل احساس، لقد كان حقيقيا!! لا يمكن أن يكون حلما، مستحيل!.


نهضت من على السرير، ٱخذ أنفاس عميقة، لا يسعني استيعاب ما حصل. لقد جن جنوني، "يا الهي!!!" صرخت عاليا، أتلمس الملاءات المبللة، كيف يعقل هذا!!... كيف لمثل هذا الأمر أن يحدث؟.

تسارعت أنفاسي، وزاد هلعي وأنا أقلب الفكرة في رأسي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تسارعت أنفاسي، وزاد هلعي وأنا أقلب الفكرة في رأسي. لقد كنت في البحر والٱن... الٱن ملاءاتي مبتلة، شعري مبتل بل أنا بكاملي مبتلة... اذا كان هذا حلما، اذا من أين أتى هذا الماء؟!!.

"سيلفيا!!!" ناديت عاليا، لتأتي الخادمة سارة مسرعة في وسط صوتي العالي الذي ينادي مرارا وتكرارا :"سيلفيا!!".
"ٱنستي، ما الخطب؟" قالت بقلق.
"أين هي سيلفيا؟. تلك الفتاة الغبية، هل تريد أن تسبب لي نوبة قلبية وتقتلني؟. أنا متأكدة أنه أحد مقالبها التافهة!".
"ماذا؟، لكن ٱنستي، سيلفيا لم تنم البارحة هنا. لقد مكثت في جناح صديقتها في الجهة المقابلة".
"كيف؟، لا يعقل هذا؟، لابد أنها كانت هنا البارحة، وهي من قامت بسكب المياه علي... هي تحب هذه المقالب... اذا لم تكن هنا فكيف؟... لا يمكن!".
"نعم لم تكن هنا البارحة، حتى أنها لم تعد بعد، لا بد أنها نامت لوقت متأخر، والدتك لن يعجبها هذا أبدا، فهي-".

خرجت بسرعة خارج الغرفة في وسط حديثها، شعرت انني أجن، وان الغرفة تخنقني. أخذت أجري حتى قاطعتني حافة السفينة. وضعت يداي على طرفيها، ونظرت الى الأسفل، فقابلني البحر ومنظره الأزرق. أخذت أنفاس عميقة أهدأ من روعي، وأنقذ ما تبقى من عقلي. حاولت استيعاب الأمر. لقد ظننت أنها هي، كان هذا التفسير الوحيد لهذا، التفسير الوحيد الذي سيضمن لي أني لست في طريق الجنون، لكن لا، هي لم تكن هنا، اذن كيف يا الهي، كيف؟!.


نظرت الى البحر أمامي... زرقته تذكرني ب... الغريب. كيف نسيت هكذا؟ لم أكن بمفردي في أعماق المياه بل كانت معي رفقة. شخص غريب لم أره في حياتي، ولكن شعرت اني أعرفه منذ زمن... مازلت اتذكر عيونه ونظراته، التي لم تبارحني البارحة، ومازلت أشعر بلمساته وإحساس... شفاهه.
كيف لمثل ذلك الاحساس أن يكون حلما؟. أنا أعرف انه لم يكن... لقد كان حقيقيا! وكان... جميلا... فقط لو بامكاني رؤيته مرة ثانية. مرة واحدة فقط...


 مرة واحدة فقط

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


...

لقد جننت تماما!.







مكثت خارجا لمدة، وبعد تفكير دام دقائق طويلة، قررت أن أعود الى غرفتي وأتجاهل الأمر كأنه لم يحدث. سأنسى هذا تماما، قبل أن أُجن.

عدت الى الغرفة، أمشي بخطوات متباطئة، أجر رجلي، لتفاجئني سارة بسحبي بسرعة الى الداخل واغلاق الباب خلفي.
"لقد جعلت قلبي يتوقف!. ماذا ان أتت والدتك ووجدتك خارجا في هذا الوقت بملابس النوم؟" قالت تناولني ملابس مطوية. "من حسن الحظ أنك عدتي في الوقت، هيا اسرعي وغيري ثيابك". ثم خرجت تاركة اياي وحدي أحدق في السرير المبلل، لا أكاد أصدق ما حصل.





تذكرت وأنا هائمة في أفكاري، شخصا واحدا: أوليفر، وكيف أني أقوم بهذا من أجله ومن أجل علاج والدته. لا يمكنني أن أتخاذل وأضعف الٱن.
جمعت شتات نفسي، وقررت أن أتصرف.
قمت بسرعة ولبست الثياب، ثم بدأت بتغيير الملاءات المبللة، وتجفيف شعري، وترتيب الغرفة. وما إن وصلت والدتي كنت قد انتهيت من كل هذا.

أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا ||• 💙 Љ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن