....ومجددا هاد قد ملأ المكان ظلام دامس.... وصمت عميق..
المشهد الذي كان أمامي منذ لحظة بجماله وسحره وغرابته... اختفى، انتهى ولم يعد موجودا..استيقظت لأرى أنني في سريري وقد تكررت هذه الحادثة للمرة الرابعة، أم الخامسة... لا أستطيع التذكر حتى.. مجددا انتهى لقائي الجميل معه وعدت لغرفة نومي وكأن شيئا لم يكن.. ولكن على عكس المرات السابقة فإنني هذه المرة أدرك وبشدة أن ذلك لم يكن حلما بل أنه قد حصل فعلا، وان أوشن هو حقيقة وليس نسجا من الخيال.
"اسمه أوشن اذن"، قلت أجلس على سريري أعانق ساقيي الاثنتين كطفلة صغيرة متحمسة، ثم بدأت في تذكر أحداث الليلة الماضية.
كيف كنا معا نسبح، كيف كان يمسكني بين ذراعيه، كيف جعلني اشعر بالامان والدفئ، كيف قال لي أنه معي وأن لا أيأس أبدا..
استقمت من مكاني وابتسامة عريضة تشق وجهي، بينما معالمي كلها حماس ولهفة."أنت الاجمل وعلى وجهك ابتسامة" ، قلت أعيد عبارته السابقة، بينما أراقص نفسي داخل الغرفة..
"لا أريد أن أراك تتأذين" ، كررت بينما أقهقه بسعادة، وأتحرك في أرجاء المكان..
"عديني أننا سنلتقي مرة ثانية" ، قلت قبل أن أرمي نفسي على السرير، وأجيب بصوت هادئ:"سنلتقي يا أوشن، أعدك أننا سنلتقي قريبا".في هذه اللحظة وبعد ما حصل البارحة، دبت فيَّ روح التفائل والارادة مجددا، الحل ليس في أن أستسلم وأيأس، بل الحل أن أحارب وأعمل في سبيل ما أريد.. وأنا أريد أن أكون سعيدة، لذا حان وقت العمل من أجل هذا الهدف..
قمت وبسرعة غيرت ثيابي المبللة الى أخرى أنيقة وراقية استعدادا لتدريبي مع مارثا، فهذا هو الحل الوحيد في أن أنال رضى أمي عني، بحيث يمكنني أن أقنعها بالعدول عن رأيها وعدم تزويجي غصبا عني..
ثم بعد ذلك أخذت أبحث في أغراضي لحل مشكلتي الثانية وهي تمويل عملية والدة أوليفر والتي ألغتها أمي كعقاب لي.. كوني من عائلة غنية يعني إمتلاكي لأغلى وأثمن الأشياء ولكن القيام بمثل هذه العمليات المعقدة هو باهظ الثمن حتى بالنسبة لي.. ولكن لحسن حظي ها هي قلادتي الذهبية هنا..
لقد كانت هذه القلادة هدية والدي لي، وهي أثمن من أي شيء أملكه، ليس من الناحية المادية فقط بل أنها تحمل ذكريات أبي أيضا وهذا أغلى من أي قيمة بالنسبة لي، وليس في استطاعتي التخلي عنها.
حملتها بين يدي أتذكر يوم أهداها لي.. كنت طفلة صغيرة وقتها لكني أتذكر الأمر بكل تفاصيله. قد حدث هذا بعد أصبت بمرض شديد جعلني أبكي من الألم لأيام متواصلة، كان القصر يمتلأ دوما بصوت بكائي وقتها، ولم يكن من أبي إلا أن حاول تهدئتي، ولكن شيئا لم ينفع، لذا قام والدي بإعطائي وعدا أنه سيشتري لي أكثر قلادة براقة في محل الذهب إن توقفت عن البكاء وابتسمت له، ورغم صغر سني إلا أنني كنت أدرك أن قلادة ذهب هي أمر ثمين حقا.. وفي النهاية أوفى والدي بوعده واشتراها لي.. ما زلت أذكر كيف ألبسها لي وفي وجهه أوسع ابتسامة..
نزلت دموع من عيني وأنا أتذكر ذاك اليوم، هي فعلا أثمن ذكرى أمتلكها والتفكير في أنني سأخسرها يحزنني للغاية ولكن... في هذه الحالة هنالك من يحتاجها أكثر مني ولو كان أبي هنا لفعل نفس الشيء تماما لذلك لن أتردد أكثر وسأقوم بالأمر الصواب.. هذه القلادة ستتنقذ حياة شخص ٱخر الٱن..
أنت تقرأ
أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا ||• 💙 Љ ..
Romance"أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا 💙" 🥹 القصة فيها رشة صغيرة من الفانتازيا... البطل يمزج بين أحلام وواقع البطلة، تراه في أحلامها ولا تعرف هل هو حقيقة أو خيال، وهل هو موجود أم أنه مجرد تهيئات جميلة... ويقودها الأمر حتى إلى الشك في صحتها النفسية 🖤.. I h...