...جريت بسرعة خلفها أحاول التحدث اليها وربما تغيير رأيها، ولكن سيلفيا وقفت تعترض طريقي.
"تبدين جميلة وانت تبكين". قالت بابتسامة جانبية خبيثة.
"أيتها اللعينة!!" صرخت عليها بسخط شديد، أريد بشدة أن أمزق وجهها وأجعلها تدفع ثمن فعلتها، ولكن في هذه اللحظة اقناع والدتي بالعدول عن رأيها أهم بكثير.
خرجت من الغرفة لألحق بأمي، وما ان وصلت اليها حتى بدأت أترجاها بيأس، أطلب منها أن لا تتخلى عن مساعدتها لعائلة أوليفر، فحياة والدته تتوقف على هذا. عادة أنا ذات كبرياء عالي، ولن أترجى أحدا هكذا، أو أبكي بهذه الطريقة أمام أحد أبدا، ولكن كان جل تفكيري هو انقاذ الطفل المسكين وعائلته، ولم أهتم أبدا بأي شيء ٱخر.
لم ترد علي أمي بأي كلمة، بل أكملت طريقها تمشي متجاهلة إياي، بينما أنا خلفها، ولكن بعد مدة استدارت تنظر إلي بغضب، وتكلمني:"كلمة واحدة!... انطلقي بكلمة واحد يا ليليان ولن أتوقف عند ذاك العقاب بل سأضاعفه أكثر وستتمنين ساعتها لو لم تكوني متمردة بائسة كما أنتِ".
"أمي-".
"قلت كلمة واحدة!!" صرخت في وجهي مرة أخرى ترصُّ على أسنانها. "كلمة واحدة وستندمين!!" ، ثم غادرت بعيدا، تاركة إياي في حالة من البكاء الشديد.
لم يكفي أنني ظُلِمتُ وتم لومي بما لم أرتكبه، لم يكفي أنني تعرضت للإهانة والألم، ولم يكفي أن حياتي ضاعت وسيتم تزويجي ضد إرادتي، بل أنا خذلت طفلا مسكينا، وجعلته يفقد أمله الوحيد، ويفقد والدته...
جلست على أرضية السفينة، أبكي بشدة لا اصدق عقاب امي القاسي، لا أصدق أن الأمر انتهى، وأن الولد قد فقد التبرع...
شعرت بظلم شديد، خصوصا وأن ما بيدي حيلة...
كيف لي أن أتحمل هذا الألم؟، كيف لي أن أتحمل مثل هذه الأمور؟، أنا ببساطة لم أعد أستطيع؟...لم أكترث بالمارة اللذين كانوا ينظرون إلي، ويرمقونني بنظرات الاستغراب، فقد كنت مشغولة بالبكاء على حالتي اليائسة، والغرق في حزني وانكساري...
بقيت على ذاك الحال لمدة، ثم قررت العودة الى المنزل بعد ان أدركت أني ممنوع علي الخروج، فلا أريد أن أزيد الطين بلة.رجعت الى غرفتي، ولكن دموعي لم تتوقف طول الطريق. جلست على السرير أستوعب حقيقة أن كل شيء تدمر، حياتي، وحتى حياة أوليفر، وحياة تلك المرأة المسكينة، وقضيت بقية اليوم أبكي في غرفتي المغلقة المظلمة.
مرت الساعات كالشهور علي، فالأوقات المُرَّة تتمدد، وتُحَسِسُكَ أنها أبدية، وكأنها تريد أن تجعلك تعاني أكثر... بينما تمر الأوقات الجميلة بسرعة وتنتهي في لمح البصر...
أنت تقرأ
أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا ||• 💙 Љ ..
Romance"أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا 💙" 🥹 القصة فيها رشة صغيرة من الفانتازيا... البطل يمزج بين أحلام وواقع البطلة، تراه في أحلامها ولا تعرف هل هو حقيقة أو خيال، وهل هو موجود أم أنه مجرد تهيئات جميلة... ويقودها الأمر حتى إلى الشك في صحتها النفسية 🖤.. I h...