#9يمكنني لمسه لا رؤيته..

47 4 44
                                    

لم أشعر وذاك الاحساس يملئ جسدي، إلا وأن أرجعت رأسي للخلف، بينما عيناي لازالتا مغمضتين...

بينما استغل هو الفرصة حتى يغوص أكثر بقبلته في رقبتي، ويدفن وجهه فيها...
تنهيدة أخرى خرجت من فمي، أكاد أموت من حركته هذه. ودون وعي مني شددت قبضتي على يده التي كانت ومازالت متشابكة مع يدي...

أنا أشعر بهذا لأول مرة... منذ دقائق فقط كنت أشعر أني سأجن، والٱن أشعر أني سأجن أكثر، فهذا الاحساس فعلا يجعلني أفقد عقلي...

في خضم اللحظة، رفعت برأسي، وببطء ادرت جسدي للخلف، مما قطع قبلته، وفك تشابك أيدينا، لم أقدر أن أقاوم رغبتي في فعل هذا، فقد نال الفضول مني ولم أعد استطيع الانتظار لرؤيته...
ها أنا أقابله بجسدي، بعد أن كان خلفي هو الٱن أمامي مباشرة.. ذكرني هذا بلقائنا في عمق البحر حين كنا متقابلين بل بالأحرى كنا... كنا.... احمرت وجنتاي لمجرد التفكير في هذا، بينما كان نظري مركزا للأسفل لا أجرؤ على النظر الى وجهه... فذكرى تلك اللحظة وخصوصا وانا أقابله الٱن تشعرني بالخجل والارتباك...
تسارعت دقات قلبي مرة أخرى، وأخذت نفسا عميقا، امتزجت أحاسيسي بين الخجل والفرحة وانا على وشك أن أرى وجهه للمرة الأولى في حياتي...
أخذت نفسا ٱخر، ورفعت رأسي ببطء، وفي لحظة...

كل شيء اصبح أسود...

فتحت عيني فوجدت نفسي في سريري...
"مرة أخرى!!" صرخت بصوت عالي، فقد اختفى مجددا، بعد أن اقتربت للغاية من رؤيته هذه المرة.
نهضت من سريري بسرعة، أنظر من حولي بدهشة وحسرة، لا أكاد أصدق أن هذا حصل مجددا... بعثرت شعري وأنا أذم حظي، وشعرت أني مجددا سأفقد عقلي.
"هل أنا أُجن؟... لا يعقل لمثل هذه الأمور أن تحدث في الواقع، كيف اذن؟!. كيف بحق السماء وصلت الى هنا وأنا كنت منذ لحظة في وسط ساحة السفينة ؟!. ومن ذاك الشخص الذي قابلته والذي سيفقدني عقلي؟!... يا الهي!!".
نظرت الى الساعة فوجدتها السابعة صباحا... اختفت ساعات من وقتي دون تفسير، لا بل اختفت أحداث كاملة، فكيف انتقلت من الخارج الى داخل غرفتي؟.
في وسط تفكيري واندهاشي، دخلت مارثا، واقتربت مني بمشيتها الأنيقة، ثم قالت:" صباح الخير، ٱنستي. حان وقت نهوضك، فهيا جهزي نفسك أمامنا عمل كثير لنقوم به اليوم".
"مارثا... هل يعقل أن- أن ترى حلما، لا بل أن تجد نفسك فجأة في- أن تكون في الخارج أو في عمق البحر، ثم فجأة، نعم فجأة وبدون تفسير، تجد نفسك في غرفتك... يا الهي أبدو كالمجنونة وأنا أقول هذا. ما الذي يحدث!".
"اه يا عزيزتي، علينا العمل على طريقة حوارك بشكل مكثف، أمامنا الكثير جدا من العمل بالفعل".
"لا!!، أنا لا أتفوه بكلام عشوائي أنا أعني ما أقول".
"هذا أسوء حتى، اذن هل علينا استشارة طبيب أمراض عقلية؟".
"ماذا؟!، اه، مارثا!".
"هيا، لا وقت لنا لتضييعه، ارتدي ملابسك، واسرعي الى غرفة التدريب، سأكون بانتظارك هناك".

خرجت مارثا وتركتني جالسة أسب اليوم الذي خرجت فيه الى ذاك المكان... فقد بدأت أُجن وأرى أمورا غريبة. هل علي فعلا زيارة طبيب يا ترى؟.

جهزت نفسي بسرعة، واتجهت الى غرفة التدريب كما طُلب مني.
وهناك وجدت مارثا تنتظرني، ومعها شقيقتي المزعجة سيلفيا.
"أهلا، كم أنا مسرورة جدا لرؤيتك يا أختي العزيزة، والٱن غادري". قلت أكلم سيلفيا.
"لا أصدق! أهكذا ترحبين بأختك؟، لم نرى بعضنا لايام".
"نعم، وقد كانت أجمل أيام حياتي".
"لماذا كانت الأجمل؟. مع من قضيتها؟".
فاجئني سؤالها قليلا، ولم يسعني في تلك اللحظة، إلا أن أفكر في ذو العيون الزرقاء، وكأنه الاجابة لسؤالها.
"أعني أني كنت سعيدة لغيابك، كيف لم تفهمي ما قلت أيعقل أنك بهذا الغباء؟".
"لا لست بهذا الغباء، فأنا أعرف مثلا ما قامت به اختي الحبيبة في غيابي، ولماذا هي ليست على طبيعتها في الٱونة الأخيرة". قالت سيلفيا بابتسامة ماكرة.





بليز خلولي كمنت أو تصويت عشان تدعمو الرواية 🥺❣️ التفاعل الميت ما عم يخلي عندي رغبة للكتابة


أوكيانوس: لنحبس أنفاسنا معا ||• 💙 Љ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن