_بتطفي النور ليه يا أخي؟ حرام عليك أنا بخاف مِن الضلمة .
وضع كوبه جانبًا و تحدث متشنجًا :-
_مالك !
ترك اللص الخزنة التي كان يعبث بها منذ لحظات محاولًا فتحها ، و جلس أرضًا يبكي بصوت مرتفع مرددًا بين شهقاته :-
_بخاف مِن الضلمة .ماذا !
يخشى الظلمة! ، قد أخذته أقدامه إلى داخل مَنزل أحدهم بكل جُرأة و تجول بغرف المنزل حتى وجد الخزنة و عبث فيها محاولًا فتحها ، و الآن يخشى الظلمة؟ ألم يخجل مِن حاله أثناء نطقها حتى؟تساءل "فادي" في حاله بتعاطف ، أيقوم بضرب ذاك المسكين الباكي الخائف؟ أم يأخذه بين أضلعه مُرَبتًا على ضهره ليهدهده قليلًا؟
و لِأن "فادي" رقيق القلب ذهب تجاهه و بكل حنان أوقفه عن الأرض ، أخذ اللص يكفف دموعه بكُم قميصه .. فنظر له الآخر بتاعطف كبير ، و رفع يده ليقوم بصفعه على وجهه صارخًا به أثناء هزّه للأمام و الخلف :-
_بتدخل بيت حد يخُص "فادي شقاوة" بكل شجاعة كده! إنتَ قلبك جابك تعمل الحركة دي إزاي ياض يا هفأ إنتَ؟
كاد أن يتحدث ، ولكن سقوط يد "فادي" على وجهه ألجمته .. بل و جعلت الدموع تترقرق بأعينه أكثر مع شعوره الطاغٍ بالحزن على حاله و ما آل إليه .. ياله مِن لص مسكين ، فشلت خطته بالسرقة ،و إنطفأت الأنوار مِن حوله مما تسبب بِذعره .. و الآن يضربه ذاك الذي يدعى "فادي" ، ترى ما الذي تخبئه عنه الحياة أكثر؟
_متعيطش ياض ، واجهني يخرب بيتك .
تشدق "فادي" بتلك الكلمات بضيق مع شعوره بالحزن على ذاك المغفل الذي سقط بين براثينه .
كان يَودُ أن يلكمه لكمةً أخرى .. ولكنه لِبُرهة تعاطف معه .. فقام بِسحبه مِن يده ليأخذه داخل أحضانه ليهدهده :-
_خلاص بقى متعيطش .. ما أنتَ مينفعش تسرق ._لأ ينفع .
تحدث بها اللص بصوت مكتوم و هو داخل أحضان "فادي" ، "فادي" الذي أكمل هدهدته :-
_لأ مينفعش .. أنتَ متعرفش اللي بيسرق بيروح فين!هز رأسه بِلا .. فأجابه "فادي" :-
_بيروح سِجن القناطر ، أنتَ عايز تروح سِجن القناطر؟تسائل في آخر كلماته .. فنفى اللص برأسه .. فأخرجه "فادي" مِن أحضانه مسترسلًا حديثه :-
_يبقى إيه؟_إيه؟
_يبقى تطلع برة و متجيش هنا تاني .. و أنا عشان خاطر قلبي الطيب مش هعملك حاجة .
_حاضر .
اِبتسم له "فادي" و تسائل :-
_أنتَ ساكن فين؟
مسح اللص حدقتيه بظهر يده ناطقًا بكل غباء :-
_في العمار اللي جمبكم .
_الدور الكام؟_الرابع .
_طب يا سُكّر .. روح بيتك و متعملش كده تاني .. خلصانة؟
_أه .تفوه بتلك الكلمة ، و نظر لـ"فادي" بإمتنان و ترك المنزل ليرحل .. أما "فادي" فأخرج هاتفه ليهاتف الشرطة ليعطيهم عنوان ذاك اللص الغبي .. و ما هي دقائق حتى جائت الشرطة و ألقت القبض عليه .
_______________________
بعتذر جدًا على تأخيري
بس إحنا في أوقات أمتحانات ، و عندي ضغط كبير في الكلية .. و بصراحة مش لاقية وقت أكتب فيه فيارت تقدروا ده .. و إن شاء الله وعد مني بعد الامتحانات هنزلكم الرواية على طول و ممكن أكتب كل يوم فصل بس ربنا يقدرني ، و بالنسبة للفصل الرابع فهينزل إن شاء الله بكرة و ده بسبب إني بكتب في آخر جزئية فيه و براجع الأخطاء الإملائية اللي صدرت مِن الكي بورد .
_______________________
أنت تقرأ
كراكيب
Humorو ماذا عن عودتي بتلك الرواية الجديدة "كراكيب"؟ أهِيَّ روايةٌ حزينة درامية؟ -لا أعزائي ، إنها روايةٌ مُشبعةٌ بالكوميديا، رواية عائلية فكاهية خفيفة ، بها الكثير مِن الضحك و بعض النصائح العابرة الإجتماعية ، و قليل مِن الدراما _فقط القليل_ ، و الكثيرُ م...