| ٢٦- الفصل السادس و العشرين |

1.4K 104 182
                                    

صَلّىٰ عَليكَ اللهُ ما جَفنٌ غَفى
و ما شقَّ نورُ الصُّبحِ في الظُلماتِ ﷺ .
__________________

#كراكيب🕊

#لـ رحمة أحمد🕊⚖

___________________

متنسوش الكومنتات و الڤوت❤

_________________


ليلًا...
يستند بيده على الحائط بكل إنهاك ، يقف واهن الملامح ، ضاغطًا على حاله و جسده محاولًا تحمل ألمه هذا .. تركه للمشفى لمْ يكن لمصلحته بالمرة .. كان قرار خاطئ مائة بالمائة ولكنه نفذَّه دون تفكير ؛ تنفس بتعتٍ شديد و ذهب بأعينه تجاه باب الغرفة ، شعر بأن المسافة أصبحت أطول .. سيقطع كثيرًا من الأميال ليصل له تلك المرة ، لا يريد أن ييقظ أحد كي لا يسبب لهم القلق .. ذلك بسبب ظنه أنهم نائمون .. يكره حاله ولا يُطيق نومه على ذاك الفراش طوال الليل و النهار .. دون أن يسجدَ سَجدةً واحدة لربه!!

رغم أنه يملك عذر لعدم صلاته واقفًا _مرضه_ و أن الله سبحانه و تعالى أجاز له صلاته أثناء مرضه جالسًا أو نائمًا أو حتى بأعينه .. ألا إنه يشعر بنقصٍ كبير حين فعله لهذا .. إعتاد أن يصلي يوميًّا واقفًا .. إعتاد أن يدعي الله بين سجوده .. إعتاد الإطمئنان ، و السكينة بعد كل صلاة .. و الآن حُرِم منهم!!!

كان قراره أن يذهب للمرحاض وحده ليتوضأ .. سحب يديه عن الحائط بحذر ، و حاول أن يخطو عِدة خطواتٍ للخارج .. ولكن رغمًا عنه تألم ، رغمًا عنه توقف عن السير ، و رغمًا عنه أيضًا سقط على فراشه المقيت متسطحًا فوقه بضيق و تأوُّه .. تحرك بجسده حركةٍ مغتاظة .. و بعدها سكن بألمٍ يغزو صدره ، رأسه .. و معصمه الأيمن .

نظر تجاه فراش شقيقه عازمًا على إيقاظه .. ولكن لم يجده فوقه ، فتنهد بضيق شديد .. و حاول أن يتوقف مرةً أخرى .

توقف بألمٍ شديد و صَمَت بعدها ، بالخارج يصدر صوت عمه و شقيقه و "مهاب" ، لم يستطيع تفسير حديثهم جيدًا ، بل صُدِم بأنهم مستيقظين .. كل الذي توصل إليه من صراخهم هو أن شقيقه غاضب و بشدة .

لحظاتٍ و دلف شقيقه للغرفة ، رمقه حانقًا ، و تقدم منه عِدة خطواتٍ ليصرخ به :-
_خبيـــت اللي حصل ليه؟ ليــه مقولتش إن "هــاشم" هو السبب في اللي حصلك ، و إن دي مش مجرد حادثة!!

تيبست جميع الكلمات بحلق "فادي" ، أخذ ينظر لشقيقه بصدمتين .. الأولى و هي أنه يتشاجر معه بهذا الوقت!! أثناء تعبه و مرضه و عدم قدرته على الحديث حتى ، و الثانية لعلمه بما حدث .

اتسعت حدقتيه عندما وجد "قصي" يصرخ و كأنه فقد صوابه ، يدور أمامه بأركان الغرفة كلها محاولًا تهدئة حاله .. ولكن لم يحدث هذا .. بل عاد و توقف أمامه مكملًا صراخه :-
_بــرضــو بتتصرف من دماغك ، بتروح و تيجي من غير ما حد يعرف طريقك .. تعمل اللي أنتَ عايزه بمنتهى الأنانية من غير لحظة تفكير في أبوك و إخواتــك .

كراكيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن