| ٣٤- الفصل الرابع و الثلاثون |

1.1K 112 227
                                    

صلى عليكَ الله يانورَ الهدى
‏ما دارت الأفلاكُ والأجرامُ

‏صلى عليكَ الله ياخيرَ الورى
‏ما مرت الساعاتُ والايامُ
__________________

#كراكيب🕊

#لـ رحمة أحمد🕊⚖

___________________

متنسوش الكومنتات و الڤوت❤

_________________


ليلًا ...

أخذته أقدامه لمنزل عمه ، يشتاق له بعض الشيء .. يريد أن يطمئِن عن حاله ، و بعدها يعود لـ"مهاب" مجددًا .

توقف ببداية الطريق ، و رفع أعينه لأعلى فوجدها تقف بنافذتها .. لمْ تشعر بوجوده .

شعر و كأنها تبكي ، ظل على حاله لدقائق هكذا ، حتى وجدها تنظر له بتعجب .. لحظاتٍ و اتسعت ابتسامتها ببعض الأمل ، و كأنها كانت تفتقد رؤيته ، و حين رأته تلونت الحياة كلها بأعينها .

اخفض رأسه سريعًا بعدما اِلتقت أعينه بخاصتها .. و دلف داخل العمارة بأسرع وقت .. لحظاتٍ و توقف أمام منزل عمه ، طرق بابه كثيرًا ولكن!

لم يستمع لإجابة "كارم" ولا صوته .. شعر ببعض الضيق و أخرج هاتفه من جيبه ، هاتفه عدة مرات حتى جائه الرد ، فتسائل هو بضيق :-

_أنتَ فين يا "كارم"؟

_أنتَ اللي فين يابني!! أنا عندكم في البيت .

نفخ "قصي" بضيق .. و ردد :-
_خلاص .. أقفل أنا جاي .

أومأ له "كارم" و أغلق الخط .. فأنزل "قصي" هاتفه عن أذنه ، و وضعه بجيبه .

نظر تجاه الدرج ، و تنفس ببعض الهدوء .. لماذا يشعر بألم عندما يلحظ بكائها؟! هو لا يريد خوض تجربته القديمة مرة أخرى ، لا يريد أن يكون هو المتسبب في إيلام قلبه مجددًا ، لا يريد أن يتعلق بأحد ثانيةً ، قد اِكتفى مما حدث .

هبط درجات السلم واحدة تلو الأخرى بصمت .. حتى توقف أمام بوابة العمارة .. توقف أمامها كثيرًا يستنشق الهواء ، و بعدها خطى بخطواتٍ متعجلة للخارج دون أن يأخذ حذره من غفلات الطريق!

يشعر بتيهة ، و إختناق .. لا يوجد أي تطور بحياته ، يفكر بالسلبيات فقط .. كل ما يؤلمه و يؤرقة .. كل حزنٍ و كل تعثر بحياته .. أصوات دماغه جعلته يتناسى مَن حوله .. حتى أضواء الطريق لمْ يراها ، أصوات السيارات و المارة لمْ يسمعها مِن الأساس! يشعر و كأنه إنعزل كليًّا عن عالمه الخارجي .

و لسوء حظه ظهرت سيارة فجأة ، أو بالمعنى الأصح هو الذي ظهر للسائق بطريقة مفاجئة .

ما إن شعر به الرجل أمامه حتى مد قدمه سريعًا لمكبح الفرامل محاولًا إنقاذ الموقف ولكن!!!

كراكيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن