نُدُوب

2.3K 145 660
                                    

°°°

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

°°°

< عام ١٩٩٠ >

الجو كان بارد لكن الشمس ساطعة وفي بيت شعبي سقفه عبارة عن هنقر حديدي ، فيه غرفتين نوم ومطبخ وصالة وحمام واحد مشترك ، في وقت الظهر وبينما الملابس تتحمى فوق الحبل الممتد من البيت للشجرة الموجودة نهاية حوشنا المتهالك ، وبينما الثياب الأخرى لا تزال داخل حوض الغسيل الموجود تحت الخزان الأسطواني في حوشنا الترابي ، لا يزال بزبوز هالخزان يقطر موية تقع على الملابس وفي بعض الأعشاب نبتت تحته بسبب تقطيره المستمر للماء ، بينما الأسِرة الحديدية المصدية في الخارج مستورة بفرش ملونة بألوان زاهية وفاقعة يتوسط هالقعدة طاولتين بلاستيك بنية تغير لونها من تعرضها المستمر لأشعة الشمس الساطعة ، والشبك الحديدي اللي يفصل بيننا وبين المزرعة المليئة بأشجار نمت وحدها لأن هالمزرعة ما صار أحد يلتفت لها

كان شباك المطبخ الحديدي مفتوح ، وكانت تظهر من خلفه سيدة هزيلة بوجه مليء بالتجاعيد رغم صغر سنها حيث كانت في الثلاثين لكن من وجهها يتضح وكأنها في نهايات الأربعين ، تلف شعرها بشدة بطرحة سوداء وتلبس جلابية نوم مزخرفة وتشمر أكمامها وهي تسوي خبزتها ، كنت أنا واقف على الطاولة الصغيرة الخشبية عشان أقدر أناظرها وهي تعجن العجينة وتفردها بكل حب جوعان لي يومين مب ماكل شيء ، وفجأة بدون سابق إنذار بينما أنا أخلق قصص حب مع العجينة تفلت السيدة في وجهي وقالت

" أنقلع عن وجهي ! رح شف لك شغلة تسويها زي الرجال مو تقعد تتفرج لطبخي ! "

غسلت التفلة من المغسلة الحديدية اللي بالكاد أوصل لها من قصر قامتي ثم خرجت أدور لي شغلة نفس ما أمرتني ، شفته كان منسدح برا على الكراسي الحديدية لابس سروال أسود وشيرت لنادي سعودي قديم وبيده لعبة نسميها ' طقاقة ' يلعب فيها بملل ، أقتربت منه مبتسم وقلت

" ضيف الله أعطني أبي ألعب ! "

رد علي بلا نفس

" وخر عني يا رودي لأهبدك فيها "

شفيهم محد له خلق لي ؟ رحت بهدوء لمكاني المفضل ! قريب من المزرعة جلست وقعدت أحفر بيدي العارية وبأحجار ، كنت أدور لديدان عشان أعطيها الصيصان الصغيرة الموجودة فوق شباك الحمام لأن أهل هالصيصان معد رجعوا ماعرف ليه ، شوي وشفت دودة صغيرة تتحرك وبسرعة جيت بمسكها لكن حسيته بيدين تحاوطني من خلفي وبصدره يلتصق مع ظهري وهو يبتسم ويقول بينما يمسك كفوف يديني

كـحِـيـل الـعَـيـنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن