الفصل 14 " محادثه و مسامحه "

163 45 53
                                    

« رهف »

مر يومان وانا لم اخرج من غرفتى طوال هذه المده إلا للأشياء البسيطه و حتى عندما أخرج لا أتحدث معهم ولكن هناك صوت اسمعه فى عقلى فى هذه الفترة الأخيرة و احاول تجاهله ولكن بالتفكير بالأمر أعتقد أنه مرتبط بأمر تلك المملكه ..

كان الوقت الآن ظهرا وأعتقد أن والد زين أو يجب أن اناديه أبى قد ذهب إلى عمله منذ مده وفى هذا الوقت يكون الجميع قد استيقظ لهذا نهضت من على سريرى بملابسى وشعرى المبعثران و فتحت باب الغرفه وعندما خرجت إلى الصاله رأيت زين يجلس على الأريكه وقد نظر لى بترقب وكأنه ينتظر أن أقول شئ ولكنى اتجهت إلى غرفه امى أو ما يجب أنا اناديها هكذا وطرقت بابها لأجدها تفتح لى وفور ما رأتنى قالت بابتسامه " رهف ، ادخلى يا ابنتى "

بينما هى كانت قد فقدت بعض الوزن وأصبحت انحف و ملامحها متعبه وشاحبه وكأنها لم تأكل شئ منذ ايام .. لأدخل إلى الغرفه وجلستُ على كرسى ولاحظت أن زين أتى خلفى ودخل وقال
" أريد أن أعرف ما ستقوله اختى .. "

ثم جلس على كرسى بجانبى بينما أمه قد جلست على السرير وهى تنظر بترقب لكلماتى ، لأقول وانا أنظر لها " أريد أن أعرف أين كنتى تعيشين فى اغاليا ، وكيف كانت حياتك ؟؟ "

لتجيبها " سأخبرك بكل شئ تريدينه يا رهف "
لتبدأ بالقول " أنا قد ولدت فى غرب اغاليا وامى قد توفيت بعد ولادتى بخمس أعوام بينما أبى قد لحق بها بعد سنه ولهذا بقيت مع جدتى بدايه من عمر السادسة كانت تعتنى بى جيدا ولكن بدأت علامه التحول تظهر علىّ .. "

لتقاطعها رهف بإندهاش " هل ما سمعت عنه كان صحيح إذا ؟ أن سكان الغرب يتحولون لأجناس
غير بشريه !! "

لتسمع رهف ذلك الصوت مجددا وهو يقول بوضوح
" من أنتِ " لكنها تتجاهله و تنظر لأمها تالين 

لتكمل الأم " أجل ،هذا صحيح .. بعد بلوغى العاشرة استطعت التحول الى عصفوره .. "

ليقاطعها زين وهو يحاول عدم الضحك
" هل كنتِ تتحولين إلى عصفورة .. "

لتنظر له أمه (تالين) فسكت هو لتكمل
" كنت اتحول عندما اريد ذلك وما كان يميزنا هو أننا نستطيع التحدث بلغتنا العاديه أثناء تحولنا ، أعتقد أن والداى كانا يتحولان أيضاً .. وعندما بلغت جدتى الخمسون عاماً كنت أنا ابلغ الثمانيه عشر من عمرى وقتها ذهبت جدتى لتطبيق ذلك القانون الذى يوحى أنه يجب فقدان الذاكرة عند عمر الخمسون وعندما عادت كانت حقاً نست كل شئ ولكنها شعرت براحه معى لهذا أكملت العيش معها .. أعتقد فقط انه إذا تم محو ذكرياتك فإن المشاعر لا يمكن أن تمحو لأن مركزها القلب وليس العقل ..

حُلم العودَة الضائِع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن