"لم يحدث لأحدٍ بأن رأى الشبح، لا أحد حدثَ وقام بمقابلته أو يعلمُ كيف يبدو، كيف تبدو هيئته أو صوته، من أين هو مثلاً؟ ولِما يفعل كل ما يفعله..
لا أحد سواها هي! هي وحدها من إستطاعت لمسَ طيفهِ الذي يتسربُ من بين أصابع الجميع وقبضَت عليه لتجعلهُ ملموساً...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
تضعُكَ الحياة أحياناً في ساحة لتواجه نُسخاً مختلفة من شخصٍ كنتَ تعرفُه من ماضيك وطفولتِك، مروراً بأسعد لحظاتكَ وأتعسها إنه أنتَ من الماضي، على الجهة الأخرى تحيطكَ بنُسخٍ أصبحَتْ تعرفُكَ وهي أنتَ اليوم وكل ما صقلكَ من تحدياتٍ وصِعاب لتكون على الهيئة التي أنت عليها، على جهةٍ ثالثه تواجهكَ نُسخٌ لم تقابلها بعد إنها أنتَ من المستقبل البعيد..
ولكي تصل إلى حالة هُدنة مع كل هذه النُسخ التي تحتقُرك وأخرى تُمجدك وتحاول تحقيق غاياتكَ التي سعيتَ لها طوال عُمرك الصغير، عليكَ أحياناً إحتضانُ الطفل الصغير الذي كُنته والرأفةِ بالهيئةَ الحاليةِ منكَ وعدم جلدها، لتعدل ما بين اللين والقسوة لتخلقَ توازناً يُمكنكَ من أن تعيشَ في نسختكَ الأخيرة.. ◇ ◇ ◇
الرابع من أكتوبر-الثامنة مساءاً|على سفحِ تلة تحتَ سماء الليل| لكي تكونَ نجماً لا بُد لكَ من الإحتراق لتَشِع نوراً أو ناراً لا يُهم، المهم بأن تلمَع وسط الظلام الدامِس وتتألق..
لامسَه شعور بأنه يعرفها، بأنها أنيسةُ روحهِ مع أنه لم يقابلها سوى في ذاك اليوم ولم يرها من قبل أو يعلم بوجودها، لقد كانت مجرد مصادفة تواجدها في ذاك المكان، لكن هذه المصادفة كانَت مكتوبة في قدره حتى قبل أن يولد بأن لقاءهُ بها سيكون لحظة محورية لبقية حياتِه الفانِية.. كان يشعرُ بأنه قد قابلها في أحد الأزمنه البعيدة وإرتبَط مصيرهُ بمصيرها وعُقِدَ قلبهُ بقلبها، هذا كان ما يراودُ ذهن نواه الذي كان يراقب إيفانا التي تجلس بجانبه على سقف سيارته بعد أن ركنها على سفح تلةٍ تطلُ على المدينة من الأعلى وأضواءها تظهرُ كصَفِ النجوم الليلية البهية أمام مرمى البصر..
كان نواه قد جاء لرؤية إيف عندما كان لا بُد له من المرور إلى هذه المدينة التي تدرسُ فيها إيف لإتمام عملٍ معين، كانا قد إبتاعا وجبةً سريعة مليئة بالدهون والسعرات الحرارية على الطريق وجاءا إلى هنا للتحدث عن آخر المستجدات التي حدثت في حياة كلاً منهما، كانت لنواه غاية أخرى من قبول هذه المهمة ألا وهي ليروي عيناه وروحهُ برؤية إيف فهو لا يعلم متى ستسنحُ له الفرصة مجدداً لرؤيتها..
