(مارينااا هيا لقد تأخرنا بما فيه الكفاية )
(حسنا حسنا أنا جاهزة)
نزلت "كاترينا" صحبة "مارينا" الدرج سريعا لتجدا "نواه" في انتضارهما كي يذهبوا لإحدى السهرات الجامحة نوعا ما..
(أنا جد متحمسة.. أكاد أجزم انها المرة الأولى التي نذهب فيها ثلاثتنا للسهر)
(على رسلك كاترينا الحماس المفرط يقتل صاحبه)
(لا تتدخل بي يا هذا انت قاتل للسعادة حرفيا)
( فلتلتزمي الصمت و تصعدي بسيارة )
إمتثلت لكلامه لينطلقوا نحو وجهتهم...
..................دخل ثلاثتهم ليجذبوا انظار النساء و الرجال على حد سواء فكل منهم حمل جاذبيتا خاصة تجعل الناظر يأسر بين طياتها... اتخذوا احد الأماكن التي تطل على كامل الملهى تقريبا.. ليقوموا بإحتساء مشروباتهم تحت صخب الموسيقى بعد أن تم تقديمها لهم..
كان أحد الرجال يرمق "مارينا" بنظرات متواصلة.. و قد انتبه له "نواه" ليردف
(ذلك العاهر يرمقك بعينيه دون ملل ، ولا ارى في نظراته غير القذارة.. هل تردين تدخلي؟ )
(لا تهتم نواه أنا مدركة للأمر و هو لم يفسد راحتي بعد ثم أنني أستطيع تولي أمره بنفسي..)
أومأ لها يعيد تركيزه لباقي المتواجدين..
بينما كانت أعين "مارينا" ثابتتا على رجل واحد لا يغير.. تتأمل هيئته الرجولية و الهيبة النابعة منه.. كما لم بخفى عنها طريقة النظر التي يرمقها به..ا نفس الأعين و نفس الشعور.. جيد يبدو أنها وجدت تسليتها اليوم...
شد انتباه "نواه" إحدى الفتيات التي كانت صحبة رجل ما.. كان يلاحظ ضغط الرجل المستمر على يدها و ملامحها الممتعضة التي تدل على رغبتها الملحة في تركه لكن لمرافقها رأي آخر.. قام الرجل بجذب الفتاة لأحد الأروقة مقلصا المسافة بينهما لتنبس برجاء
( فلتتركني رجاء )
( لكن هذا ليس اتفاقنا يا جميلة )
(سأعطيك المبلغ الذي تريده فقط ابتعد )
رفض ذلك ليهم بتقبيلها فإذ بإحدى اللكمات تقاطعه لتطيح به ارضا.. هم "نواه" بضربه مجددا يجعل من حمرة دماء لونا ليديه مما دى لإغماء الرجل فقد خارت قواه الرجل.. إلتفت يطمئن على تلك المرأة بعدم رمق الحثالة بنظرة إستحقار... كانت بحالة يرثى لها الرجفات تسري بجسدها مما أدى لسقوطها بينما دموعها شقت مجراها لتنزلق على خدها بإنسياب.. كانت أعينها مثبتتا على منقذها في حين يدها إستقرت فوق موضع قلبها تهدأ نبضاته المتسارعة.. زفر بضيق بسبب تورطه مع إمرأة خائفة و لا يبدو أنها ستهظأ قريبا.. تقدم ناحيتها بخطوات ثابتة ليضع يده تحت خصرها حاملا اياها.. كانت مستسلمتا تماما فقد استشعرت طاقة أمان غريبة و كأنه ملجئها منذ سنين لتستكين بين أحضانه تزامنا مع هدوء شهقاتها قليلا.. غريب قد ظن أنها عشت نوعا ما و ما مرت به سيأخذ وقال ليعالج... قام بغسل وجهها و قد كانت رجفاتها سكنت بالفعل ليردف
( أين منزلك و لما تورطتي مع ذاك العاهر؟ )
صمتت لوهلة تستجمع شتاتها لتبلل شفاهها قائلت
(لا أعرفه قد قمت بمراهنة غبية لأقع بين يديه في نهاية الأمر ، شكرا لإنقاذي لن انسى لك هذا.. ) ترددت قليلا لتضيف ( ما هو اسمك؟ أنا آن )
( لا أهتم ولا أظن أنا اسمي يعنيك )
شعرت بالإخراج لتهم بالمغادرة حافضتا ما تبقى من كرامتها.. لاكنه سحبها من يدها جارا أياها نحو السيارة
( لا يزال ذاك العاهر موجودا ، لذا سأوصلك لمنزلك )
وافقته لتخبره عن مكان اقامتها فيتبين أنه بالقرب من القصر الذي يقطنه..
( لتنزلي )
( شكرا اتمنى لك ليلة جيدة )
وجد نفسه يقول دون وعي منه
( نواه )
ابتسمت ممتنة.. ليغرق في روعة غمزاتها و لمعة عينيها التي حاول تخاشيها منذ البداية.. لكنه تمالك نفسه ليعود للملهى بعدما رمقها بآخر النظرات..
VOUS LISEZ
نور من الظلام
Historical Fictionعندما ضنت أن آخر شمعة أمل في حياتها أوشكت على الذوبان و أن خيوط الشمس التي تنير روحها إنسحبت إلى الأبد مخلفة خواء و بردا موحشا قد أبصرت يدا صلبتا ممتدة من خلف بوابة الأقدار المتلاعبة , يدا إنتشلتها من قعر دوامتها كي تبصر نور الحياة من جديد