الفصل السادس : جرعة حب

33 3 1
                                    

أ تؤمن بالحب من النظرة الأولى؟ ✨
           🥀بل أؤمن بجريان مفعول سحر الحدقتين من المرة الأولى...🥀
____________________

خصلات شعر متطايرة ، أعين متوهجة ، أفكار متراكمة ، أمان تراها مستحيلة... كانت تناظر تموجات البحر ، تنعم بالنسيم العليل و تشاهد تراقص أوراق الأشجار... هذا المكان ملجأها.. فيه تفكر ، تتأمل ، تحزن ، تسعد... كان منبع أحاسيسها ، صديقها و ينبوع أسرارها...
في جانب ليس ببعيد عنها كان يركض نفسه بين أحضان البحر لعله ينسى و لو قليلا لعنة سحرها.. فكيف لها ان تجعله مدمنا لضحكة رأها مرة لا غير... كان احساسه يخبره بقربها و وجود رائحتها تحوم حوله.. ألهذه الدرجة أصبح ملعونا؟! من الإستحالة ان يكون أحبها ، ان تكون رقتها أسرته و برأتها أذابته في ليلة..
خرج من البحر ليتوجه نحو مكان جلوسه كان كرسيا يطل على كافة المناظر الخلابة التي إمتلكها هذا المكان "سحر النسيان"
مضى وقت طويل على عدم مجيئه فقد كان يهتم بالأعمال في إسبانيا ، لكن هاهو عاد لمحتضنه.. ليفاجئ بمن سيكون له المسكن  و الساحر الحقيقي... أخذت دقات قلبه تتسارع  و شعر بأنفاسه تضيق.. لقد لمح جسد إمرأة يجلس مكانه.. يكاد يجزم انها هي لتغير حالته.. لكنه نفض تلك الفكرة عن رأسه ليتوجه لهذه المتطفلة
(من انت ياهذه ماذا تفعلين هنا ؟) قالها مبديا انزعاجه
ليتوقف الوقت للحضات.. هي لم تنساه ، لم تنسى صوته الذي حمل مزيجا بين الصلابة و الحنيه لتردف متأملة..
(نواه)
ان كانت انفاسه ضاقت سابقا فلتكونوا على يقين أنها انقطعت الآن..
انتصبت حاضنتا اياه لا تصدق أنها التقته مجددا..
(يا لها من صدفة ماذا تفعل هنا)
أجاب بصعوبة لتخلل رائحتها روحه
(هذا مكاني "سحر النسيان" )
(حقا!! أنا كذلك ، كان ملجئي منذ الصغر.. لكنني لم أستطع ايجاد اسم يناسبه.  أحببت ما أطلقته عليه)
(جيد)
هذا ما قاله و حسب ليجلس مريحا جسده فتفعل هي المثل.. شعر بإرتخاء جسدها مطالبتا ببعض الراحة مما دفعه للقول دون وعي منه
( بإمكانك الإستلقاء و إسناد رأسك على سيقاني إن أردت )
ترددت بدايتا لكنها قررت الإمتثال لإقتراحه فهي متعبت بالفعل...
أخذ يمسح على شعرها تلقائيا لاعبا بخصلاتها لينبس بعد دقائق من تأمله لهيأتها التي أعدمت جمال المكان..
( يبدو انك تعانين من حياة مئلمة لتواجدك هنا.. فإني أرى هذا المكان ملجأ لكل فار من ألامه )
على ما يبدو أن سحر المكان أخذ مفعوله لجعل لسانها ينطق تلقائيا بما تشعر رغم كون هذه المرة الثانية التي تلتقيه..
( لا أعرف.. حياتي في الحقيقة مليئة بالأحداث.. لم أعد أدرك من هو بصفي و من هو ضدي.. أشعر أنني وحيدة و يتم غدري من الجميع لدرجة أضن أنني أنا السيئة )
قالت هذا توازيا مع نزول دموعها... لاحظ ذلك فقام بمسح عبراتها مقيما أياها لينظر داخل عينيها رامقا المرارة التي احتوتها.. كان يرى بها نفسه سابقا.. ليقوم بالمسح على شعرها محتضنا إياها.. لكن الأمر لم يتسبب إلا في علو شهقاتها مما أدى لإضطراب نبضات قلبه.. لتقولوا عنه غبيا أو متهورا حقا لا يهم.. فأحيانا السحر يكون قوياً جاعلا من الضحية تقع في شباكها من المرة الأولى و هو جد سعيد لوقوعه لها منذ النظرة الأولى.. لم يسعفه عقله سوى بحل واحد كي يخرس شهقاتها الممزقة لأوردته فورا.. لذا قام بوضع سبابته أسفل ذقنها كي يقوم برفعه كما حاط خصرها جاعلا إياها تعتليه ليأخذها في قبلة رقيقة كأنه البلسم لجراحها مما أدى لإنقطاع ذاك الصوت المزعج و أخيرا.. سرعان ما أدركت الأمر لتشعر ببعض الخجل لكن بالكثير من الراحة.. أ يعقل أن دوائها طيلة هذه السنين بين شفتيه.. قررت أخيرا مبادلته تحت بعض من ترددها الذي تم سحقه فور تحويله لنمط القبلة كي تصبح أشد قسوة و تطلب.... وحيدان في أجمل مكان لهما تحت ضياء القمر و نسيم السماء يتبادلان أول قبلاتهما.. كان البحر شاهدهما ليصبح أكثر ثورة معلنا بداية لقصة لا تعرف نهايتها ، أ فعلا سيكونان علاجا بعضهما أم سيفتح أحدهما جرحا للآخر يكون نهايتهما؟

..................................

كانت تسير في شوارع مدينتها الخالية هائمة.. خطواتها مترنحة إثر شربها و عيناها تعبر عن ألم أبى الرحيل... سقطت في نهاية المطاف صارخة فقدميها عجزت عن حمل سنين محتواها الألم
( لماذااا؟؟ لما أنا ، أ يعقل ان يكون قدري مشؤوما لهذا الحد أم أنا سبب كل هذا ؟؟ هل أنا من زدت العذاب عذاباً و الألم ألما , هل أنا من قمت بتهويل جميع ما أصابني ، أ أنا الحساسة زيادة عن اللزوم أبيا الخطأ؟؟!! )
(لست كذلك فاتنتي)
صوت انتشلها من جميع ذكرياتها و يد امتدت لها في عز ألمها في أعمق نقطة من قعر جحيمها.. يد كانت لها النور و ستكون لها السعادة ، الأمل و اليقين بإستمرارية وجود حياة و رنات ضحكات التي لم تسمع لها حسا منذ زمن طويل... فهل سيستمر الحال أم أنه مجرد حلم سيخيب كسابقاته ليكون مصيرها الموت الحتمي ؟ فلا قلب يستطيع تحمل فقدان مشعل نور أضاء حياته بعدما كان لا يعرف للحياة المشرقة سبيلا...

.............................

فتح الباب ليدلف غرفة صغيرته و معشوقته.. من عاش على صدى ضحكاتها سنين آملا في لقائها مجددا ليرجع الأمور لمجراها.. فهل سيفلح أم سيخيب لتكون حياته عدما...
وجدها تغط في نوم عميق و أثار الدموع لا تزال تشوه بشرتها الملائكية ، اقترب منها ليجثو على ركبتيه ماسحا دموعها التي كان سببها..
(آسف ، آسف صغيرتي ، لم يكن القرار بيدي فقد كان بودي أن لا أفارقك طيلة العمر ربما أخطأت لكني عدت ، عدت أقوى من ذي قبل قادرا على حمايتك و جعلك تعشين في سعادة.. كنت سابقا مجرد مراهق طائش لا أملك القدرة على تحقيق جميع رغباتك.. أرجو أن تسامحيني فأنتي كياني ، بسمتي التي ترتسم تلقائيا فور رأيتك ، انت حلمي و حقيقتي.. لا تجعليني أعاني بعدك في قربك..)
أغمض عينيه بشدة متألما لألم معشوقته ، خائفا عدم غفرانها فهو أذاها بشدة..
أخذ قسما على جعلها تسامحه و إلا لن يكون لوجوده أساس.. لينتصب رامقا اياها بآخر النظرات مزيحا عبراته الخائنة..

__________________

مرحباا يا أجمل قراء 🥰
أتمنى أن ينال الفصل إعجابكم
أ تؤمنون بالحب من النظرة الأولى؟
لتنيروا الفصل بالضغط عل النجمة
إلى اللقاء في فصل آخر

نور من الظلامOù les histoires vivent. Découvrez maintenant