الفصل 19 : حقيقة

17 2 0
                                    

🌛زوايا البشر متعددة فقط أدرك أيها أفضل و وجه العدسة تجاهها🌜
____________________
"لننفصل"
رمقها بداية بأعين هادئة و كأنها لم تنبس بشيئ مركزا أعينه على حدقتيها بضعة ثواني ناقلا إياها نحو شفتيها وجميع تقاسيم وجهها ليمررها بعدها على كامل جسدها مستقرا أخيرا على بؤبؤتيها مجددا.. يحاول تقليل الإضطرابات التي هاجمت عقله جراء كلمتها تلك ، لينطق بثبات نافيا المجال للنقاش
( أولا أنت ملك لي كاترينا ، ثانيا ليس من حقك أتخاذ قرار الإنفصال بمفردك ، ثالثا لا يوجد ما يسمى بالإنفصال أساسا لذا أحذفي القاعدة الثالثة تلك ، رابعا و أخيرا عندما تخطئين عليك الاعتذار ليس الهرب...)
أنهى كلماته مع إحتداد نظراته القاتمة.. الذي أمامها الآن ليست الشخصية الإعتيادية "لأندريه" ، هي لم تشهد على الزاوية القاتمة منه إلا نادرا فقد كان على الدوام أول من يساندها وقت خطأها و صوابها ، أول من يمحي حزنها و ألمها و أول من يرفع رأسها يطالبها بالمحافظة على ثقتها بذاتها... لكنها الآن كانت تحني عنقها و تكبت الدموع داخل مقلتيها ليس خوفا بل ندما.. هي أخطأت و تعترف بذلك ، تسرعت في الحكم عليه تنعته بصفات بشعة و بدل إصلاحها لخطأها أخذت تزيده سوءا... كيف تطالب إنسانا بإنتزاع قلبه؟ كيف تخبره بسحب أنفاسه و الدماء داخل وريده؟ كيف تخبره أنك ستقتل سبب عيشه؟ هي كانت كل ما سبق و ببساطة طلبت منه الإنفصال.. أي لعنة تحاول إفتعالها؟؟
إبتلعت ريقها تحاول تفريغ الألم المتراكم داخل حلقها لعلها تتمكن من الكلام ، لتنطق بعد مجاهدت كبيرة
( أنا أخطأت و كثيرا.. لم أستمع إليك ، ضلمتك و نعتك بصفات بشعة ، رمقتك بنظرات تحمل الغضب و التقزز... كل هذا لا أرى أنه يمكن مغفرته لذا لم أستطع و لن أستطيع الإعتذار.. )
أنهت كلماتها تمنحه نظرة قصيرة مكنونها الندم و الحسرة لتحرمه من جمال حدقتيها بعدها...لم تشعر بتقدمه نحوها بسبب غوصها داخل دوامة أفكارها الحالكة مما أدى لإحتكاك شفاههما عند رفعها لرأسها فجأة... لم يحرك أحدهما ساكنا ليغوص كلا منهما داخل عيني الآخر يبحث عن ما يريح فؤاده ... لف يديه خلف ضهرها مع محافضته على تواصلهما البصري يقربها تجاهه أكثر ليلتصق صدريهما و تلتحم شفتيهما آخذا إياها في قبلة عميقة كأنه يخبرها بإمتلاكه لها مرة و للأبد.. يعلمها أنهما روح و كيان واحد.. ليحول قبلته من العميقة إلى القاسية يتسبب في تورم شفتيها و حتى نزيفهما.. هو حقا حاول التحكم بذاته لكن لم يقدر ، أراد عدم معاقبتها لكن ثغره أبى ، أبى أن يغفر لها طلبها في الإنفصال.. أي شفاه كانت ستروي عطشه إن ذهبت هيا؟! قد كان من الهين له أن يسامحها على ما إقترفت سابقا مهما إستوطن الألم قلبه لكلماتها.. لكن أن تطالبه بسحب قلبه جذريا! حتما لن يمرر ذلك بحسنة .. حاولت إبعاده عنها بدفعه من صدره لكنها قوبلت بضغطه على خصرها يسبب تأوهها و إرتخاء يديها... أنزل إحدى يديه تجاه فخذها ليرفعه نحوه يغرس أصابعه فيه دون شفقة مما أدى لتأوههما مجددا تفتح فمها ليقوم بإدخال إصبعيه داخله يجوب أركان ثغرها يثبت أنه المالك الوحيد له ليتوجه نحو رقبتها يضع صكوك ملكيته بطريقة واضحة للعلن.. هو غارق و بشدة داخل أسطر تملكه و فقرات حبه و هذا سيئ، سيئ بطريقة مؤلمة لقلبها...
دفعها بشكل خفيف حارصا على عدم أذيتها لافا يديه حول خصرها ليقعا كلاهما على رمال البحر.. حضنها بشدة يوزع قبلات خفيفة على كل مكان تقع عليه عينيه لتكون تلك طريقته في طلب العفو بسبب الهيجان الذي إفتعله بين نبضات قلبها ... قرب شفاهه من خصتها ليردف بطريقة سلبت آخر أنفاسها ...
"لنتزوج"
شهد على لمعة عينيها و إرتجاف أوصالها ليتلقى إجابته توازيا مع ذرف عبراتها المتساقطة على الرمال الشاهدة لعرض زواج لم يكن الأذخم لكن كان الأصدق و الأكثر عمقا
"نعم ، إلى آخر أنفاس ألفضها داخل أحضانك"
ليحملها بين يديه جاعلا من الكون يلتف من حولها و قهقهاتها تلتف من حوله...

نور من الظلامOù les histoires vivent. Découvrez maintenant