الفصل العاشر: 25 ماي

34 3 2
                                    

حين إلتقيتك عاد قلبي نابضا
.........................

في قمة الجبل ، بين عنان السحاب ، في ظلمة الليل لا نجوم أو قمر فقط الغيوم من كانت تزين السماء كل منها حمل شكلا لامس قلبها و كأنها إشارات مبعوثة من الإلاه لتوضح لها المسار ...
كان يقف خلفها سندا و ملجئا ، يحيط جذعها، يستنشق عبيرها و يقوم بتقبيلها بكل رقة على طول رقبتها مخبرا إياها أنه هنا .. جوارها ، أنه يضاهي قمة الجبل الذي يعتليانه في صلابته عندما تكون أساس الوضع ، لن يتركها ليس بعد سنين من عبادته لعينيها و تقديسه لكل ما فيها ثم حبه لها.. لضحكاتها ، شقائها ، عنادها و عزيمتها قد وقع سجينا حتى لألمها ، أنينها و بين ثنايا دموعها.. ان كان الهواء ما يتنفسه البشر ليستمروا في العيش فعطرها هو الأكسجين الخاص به ، ان كان المرء يحيى بإرتشاف الماء فحياته هي تذوق شهد شفتيها ليرتوي عن طريقها الى اللانهاية , ان كان الإنسان يشفى بتعاطي الدواء هو يشفى بنظرة من عينيها الداكنة التي كانت الموت لغيره لكن الحياة له ، لمست أصابعها الرقيقة و حرف من كلماتها الفاتنة ...
إستدارت لتقابله تناظر عشقا متدفقا من عينيه و أمانا بين ذراعيه ثم حنانا غمرها إياه عندما أخذ شفتيها على حين غرة كان يتلذذ بتقبيل شفتها العليا و كأنه يتذوق عسلا للمرة الأولى لينزل لشفتها السفلى يعزف تهويدة موسيقية عليها.. شعرت بحاجتها لتغلله داخلها أكثر من كونها شهوة أو حب لتفتح فمها فيقوم بدوره بإدخال لسانه واضعا بصمته ، ملكيته و أخيرا لمسته لمسة خاصة يخبرها عن طريقها أنه داخلها بالفعل و هي بدورها تسكن ثنايا قلبه تسلب منه دقاته لتكون هي الصدى المتكرر في خواء روحه سوى منها و الدم الذي يتدفق في شرايينه ... فصل القبلة لحاجتهما للهواء ، واضعا جبينه على خاصتها.. إختلطت أنفاسهما ، أفكارهما و أخيرا نظراتهما .. كادت التكلم ليسكتها بنظرته يعلمها عن طريقها أن عيناها السوداوية تخبره دون الحاجة لتحرك شفتيها بكل أقاويلها..
حملها نحو مكان جلوسهما في قمة الجبل الذي قرارا صعوده دون سابق إنذار بسبب الشعور الذي راود "مارينا" إذ أنها كانت تشعر بالحرية و الإنتماء في كل مكان مفتوح و عال لا تحاصره جدران و لا يغطيه سقف بدل سحر السماء.. ربما يعود سبب ذلك الإحساس الداخلي لطوفولتها فقد كان مهربها السطح دوما مما جعل منها مهوستا بالمرتفعات و جميع الأماكن التي تبث في أعماقها إحساس الحرية...  دثرها عن طريق أحضانه بعدما حمل ڨيتارته.. نعم كان يعزف و لطالما كانت أحاديثها هي معزوفاته ، أحاسيسها ، نظراتها ، دقات قلبها و أخيرا عشقه هم سمفوتياته المتجددة يوميا برؤيتها و الشعور بكيانها يلفه... كان يهيم بها يوما بعد يوم لتتكاثر داخله محتلة جميع أركانه ولم يكن بممانع البتة..
بدأ العزف ليتضح المشهد الأساسي ألا أنه يعزف عل أوتار قلبها لا أوتار ڨيتارته..  كانت  تصدر أنغاما عءبة  تسمع لمن عاش الحب و حسب و ليس أي حب بل هو عشق المعذبين و عن أي عذاب نتحدث .. عذاب من ينكسر قلبه لرؤية دموع معشوقته ، من لا يغمض له جفن لألم نصف روحه بل روحه بأكملها ، من يلمح كيانه يأن و يتلاشى و لا يتمكن من الظهور أمامه و إخباره بتواجده...
معزوغة ال25 من ماي هي ما أسر بها عقل فاتنته ، هي ما خدرت حواسها و سلبت أنفاسها فقد كانت تستشعر حروفا عميقة وراء النوتات المعزوفة... إرتكزت بيديها على صدره العريض لترمقه بنظرات تجمعت العبرات فيها مشكلتا أسهم موجهة صوب قلبه ، قلب من كان أساس إستمرارها و إلتقاط أنفاسها لحد الساعة ، حاولت تحريك شفتيها المرتجفتان لتنبس بكلمة ، كلمة واحدة لا غير
( أنت..)
Flash back

نور من الظلامOù les histoires vivent. Découvrez maintenant