الفصل 11 : إنتقام

21 2 2
                                    

تجرع نبيذك و شاهد دمارهم
______________________

عادوا لموطنهم مشتاقين لأحبائهم و منزلهم بعد جولة عشق ، استكشاف و ذكريات.. بعد جرعة حب ، كلام أعين و صمت حمل أهم المعاني، حمل بيوتا و أشعارا صامتة...
ليتفاجؤوا بهول المشهد أمامهم.. نيران مستعرة إلتهمت القصر برمته ، كانت النيران تتصاعد رفقة الدخان الكثيف مشكلة مشهد دمويا فلم يخلو المكان من جثث لعديد الحراس و الخدم تكاد تكون متفحمة ... سارع "الكس" بحمل هاتفه متصلا بالشرطة و الحماية محتضنا جوهرته ليستكين وجهها داخل صدره حاجبا هذا المظهر المهول ... و مزاد الموقف صدمة و غرابة العبارة التي كتبت من نار في منتصف الحديقة ولم يلمحوها إلا الآن بسبب دهشتهم في البداية
"أخ أم عدو ، انتقام ام سلام... في جميع الأحوال سيكون نهاية المطاف لوحة من الدماء ترتسم على وجه أحدنا ليعم الصمت الأبدي بعدها.."
قوست "مارينا" حاجبيها في تعجب لتحاول فك معاني ما قرأت بأعين حمل إنعكاسها نيران الكلمات التي أخترقت صدرها لتزيد من شدت قبضها ليدها حول معصم "ألكسندر" رفعت رأسها تكتشف تعابير وجهه لتلمح ملامح خاوية فقد فاقت عيناه سواد الفحم و انقبض فكه بحدة لم تزده إلا جاذبية .. لم تغفل كذلك على بروز عروق رقبته و يديه تعبر عن مدى غضبه و إستعداده للقيام بأمر جنوني مما دفعها لإحتضانه تتشبث به ..كأنه آخر و أهم ممتلكاتها به تأخذ أنفاسها و منه تستمد أمانها
( أرجوك ألا تقوم بأمر جنوني فلتتريث لن أتحمل أن يصيبك مكروه ثم إن الشرطة قادمة و ستحل الأمر)
قالتها بأعين مترجية لامعة إثر دموعها و بيدين مرتجفتين تتشبثان بعنق قميصة لتتحول دموعها لشهقات متقطعة خائفة مترددة لمجرد تفكيرها بما سيحصل عندما لم يستجب لكلماتها ... خرج من دوامة أفكاره بسبب أصوات سيارات الشرطة و الإطفاء.. لينغرز بقلبه سكين مرير عند رؤيته لعبراتها و نظراتها المنكسرة تجاهه .. قام بتمرير أصابعه الخشنة برقة خالفتها ليمسح دموعها الألماسية في ناظريه مقبلا جبينها راسما البسمة على وجهها بكلا إصبعيه ليهمس عند أذنها بما جعلها تطلق قهقهاتها التي أثلجت قلبه معالجتا إياه من ألم لمحه دموعها..
ترجل الشرطي من السيارة و قد كان رئيس المركز نفسه لمكانة " ألكسندر" تجاذبا أطراف الحديث ليقص "ألكس" على الشرطي تفاصيل ما رأى فيتمكن من معرفة الفاعل و لو أن "الكس" يكاد يجزم أن لا غيره سيتمكن من حل الأمر..
و في نفس الوقت كانت "مارينا" تقوم بمهاتفة "كاترينا" لكن لا إستجابة مما جعل القلق يدب داخلها مشكلا عديد الهواجس فلاطالما كانت الأخت و الصديق الأقرب إليها و مجرد تخيل أن مكروه أصابها يجعل النيران تتأجج داخلها...
لامس "ألكس" كتفها مخرجا إياها من شرودها ليتساؤل عن سبب شحوبها
( كاترينا لا تقوم بالإجابة على إتصالاتي و مزاد الأمر سوء أن أندريه قام بالمثل )
ليظهر القلق متضاعفا على وجهه لكنه سارع بإخفائه يبث الطمئنينة لها يرفض إخبارها أن "آن" و "نواه" كذلك لم يردا عليه
( سنذهب لقصري في مكان آخر يبعد عن هنا  حتى يتضح الأمر لنحافظ على سلامة الجميع )
( ماذا عن أمي؟ )
( قمت بإرسال سيارة لنقلها بالفعل  )
( حسنا كما تريد )

نور من الظلامOù les histoires vivent. Découvrez maintenant