الفصل التاسع: تشوش

21 3 2
                                    

أخيرا التقوا جميعا في قلوبهم مخزون كاف من السعادة، الأمان و المحبة كانوا يتبادلون الأحاديث متناسين جميع ما مر متسامحين مع الماضي راجين الاستمرار اللامتناهي لهذه الحال لكن لسبب ما لم تخلو هذه الجلسة من نظرات عميقة ، خفية تحمل في باطنها ما يكفي لقلب الموازين فهل حقا سيحكم عليهم بالعيش الأبدي في الضلام أم الضلال و أيهما أسوأ ياترى حزن مقية أو سعادة مخادعة
أردف "أندريه" بأعين لامعة موجهة صوب صغيرته
(لنتكتفي بهذا القدر اليوم أنا جد مشتاق لحبيبتي )
اجابته مارينا بنبرة ساخرة
(أ ولم تمضوا أسبوعا بحاله منعزلين عن العالم يا هذا ؟ ثم لا تتعود كثيرا أنا بدوري أشتاق لأختي )
أردف متهكما
(أنا من أمضيت سنين مفارقا إياها لا انت لتعانقي حبيبكي و تسمطي أيتها البلاء)
لينبس "ألكس" هذه المرة
(لا شأن لك بها و لا تناديها مجددا هكذا كي لا تجد فما تقبل به صغيرتك)
ناضرته "مارينا" بشماتة تخبره عن طريق نضارتها أنه أصبح لها حامي للسانه السليط ذاك فلاطالما كان ينعتها بالبلاء لحرمانه من لحضات عشقه غالبا
كان "نواه" و "آن" يشاهدان بصمت مشاجرات هؤلاء الأطفال حسب إعتقادهم ليقوم نواه بسحب ساحرته تحت تمتمات أخيها الساخطة
فيحمل أندريه كذلك صغيرته مستمتعا بضحكاتها
(على ما يبدو أن المكان خلا فاتنتي) قالها "ألكس" بنبرة لعوبة و نضرات متفحصة
لتقوم "مارينا" بالركض نحو الداخل لاحقا إياها "ألكس" لتطلق قهقهات عالية إثر إمساكه لها رافعا إياها عاليا
(فلتنزلني لدي عدة أشغال ألكس)
(معك حق فاتنتي لدينا ما هو أهم)
ليحملها بإتجاه غرفتهما و ينزلها على السرير مغرقا إياها بقبلاته لترفع يديها بصورة تلقائية نحو عنقة فتقع يدها على ندبة توسطة جانب عنقه مررة أناملها عليها برقة لترتسم أمامها عدة لقطات كأنها شاشة تعرض أمامها مشاهد خاوية ظاهرا لكن داخلها تحمل أنفاس، ضحكات وربما وجع ألم مرير دموع و شهقات مكبوتة لتصبح مرتفعة منتحبة و مستغيثة بالأكثر لكن يبقى السؤال من صاحب الألم و من صاحب السعادة و هل يوجد بالأساس مالك لكل منهما
لاحظ شرودها ليلتمس شعرها متساؤلا عن السبب فتردف
(أشعر .. أشعر و كأني أتذكر ، أعرف... لا أدري حقا يبدو مألوفا كأنه حدث البارحة..)
قطعت كلماتها لكن عقلها لم يفعل شعرة بالذكريات تجتاحه ذكريات مشوشة
قام بمناداتها مرتين ، ثلاث لا إستجابة قبلها برقة لتصحو من غفلتها متداركة الأمر
(أنا بخير ألكس فقط أشعر ببعض الضيق إجتاح صدري لسبب ما)
ليجيبها بقلق نسبي لما تمر به فاتنته أ تذكرت يا ترى؟ لينفض عنه غبار تساؤلاته
(لترتدي ملابسك فاتنتي لا قصير أو مكشوف أنتضرك خارجا)
ليخرج من الغرفة سامحا لكلاهما بترتيب أفكاره
بعد مرور بضع دقائق تجهزت "مارينا" لتبدو في غاية الروعة لا أحتاج إخباركم طبعاً أنها لم تستمع لكلام فارسها فلا أحد يمكنه فرض أوامره عليها هي فقط المقررة الأولى و الأخيرة بشأن نفسها
لم يشأ معاندتها لما تمر به حاليا غير الأسباب الأخرى التي تجعلها عدوانية بشأن هذه المواضيع و هذا لا يعني أنه سيتغاض عن الأمر هو فقط مرتاح لأنه بجوارها و سيقتلع كل عين تمادت لتخترق حدود ممتلكاته
قبلها بعمق على وجنتها ليهمس في أذنها
(فاتنة في جميع الحالات فاتنتي لتدعي ألا أقوم بعديد المجزرات في طريق فقط لعنادك هذا)
(أنا أرتدي ما يعجبني عزيزي ثم لست مضطراً لإقتلاع أعين جميع اللعناء ، أنا سأفعل)
عانقها بجانبية ليقصدا وجهتهما بمشاعر مختلطة لم تحمل عنوانا واضحا

...................................

في زاوية غلبها الظلام بالرغم من الإنارة القوية فهالة الجالس كانت مهلكة، سوداوية تنذر بدمار قريب
ارتكز على يده يتجرع شرابه ببطئ و تروي كما لو أنه يرتشف دماء غريمه و عن أي غريم نتحدث ، كانت أفكاره أشد حلكة ، قبضته أكثر قوة و كرهه تمكن من أسر كيانه
ترجل من كرسيه ليتوجه تجاه المخرج بخطوات هادئة أكثر من كونها صلبة ، كان يمثل سواد الليل لكنه يجسد هدوئه كذلك ، ليلة سودادية هادئة لا ممطرة عاصفة ، ذاك عنوانه فقط لنتذكر أن وراء كل هدوء فوضى و خلف أي ضلام نور قد إنطفئ لتكون خاتمة الأمر مشاعر متداخلة تقتل البعض و تحيي البعض الآخر فقط تعلم التحكم بها و حسب تعلم أن تأخذ نفسا و تهدأ لا ضاهريا فقط فكما يقال المظاهر خادعة

5 أيام ، خمس و حسب و يبدأ العد التنازلي ليكون البقاء للأقوى أو للأشد دمارا..
...................................

أعلم أن الفصل قصير أعتذر لذلك لكنه مجرد فصل إنتقالي ستبدأ الأسرار بالضهور لتأخذ الأحداث مسارا آخر ربما جيدة أو سيئة و ربما كلاهما
قرائة ممتعة أتمنى أن تبدوا أرائكم يسرني معرفتها

نور من الظلامOù les histoires vivent. Découvrez maintenant